معهد المحاسبين الإداريين: التحول الرقمي غير عمل الشركات.. ونواجه ندرة مهارات
أحمد مخلاتي
قال أحمد مخلاتي، مدير العمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند لدى معهد المحاسبين الإداريين، إن التحول الرقمي أدى إلى تغير جذري في أنماط عمل الشركات، إذ نشهد الآن زيادة متسارعة في استخدام قدرات الحوسبة والإنترنت، مما أدى إلى تعزيز إنتاجية المؤسسات وتحسين مرونة القوى العاملة، وقد مكنت القدرة على العمل عن بعد الموظفين من البقاء على تواصل مع شركاتهم، وأتاحت للهيئات والمؤسسات سبل التعاون العالمي.
التحول الرقمي غير ثقافة العمل بالكامل
أضاف مخلاتي، في تصريحات لـ«الوطن»، أنه في حين أن الاستخدام المتزايد للعوامل التمكينية الرقمية، يعزز الطريقة التي يخدم بها مديرو الأعمال عملائهم، فإنه في نفس الوقت يضع تحديات معقدة على العمليات التنظيمية الأساسية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالسياسات وإجراءات الرقابة، فعلى سبيل المثال، أدى التحول الرقمي إلى تحول كامل في ثقافة العمل، متيحا الاستخدام المكثف للحلول المستندة إلى السحابة والذكاء الاصطناعي وما شابه ذلك، مما يستلزم أن تكون أطر الرقابة الداخلية مرنة وقابلة للتكيف.
ولفت إلى أن هناك مقاومة ملحوظة تجاه العصر الجديد للرقابة الداخلية، التي تشمل إدارة المخاطر والمراقبة المستمرة في الوقت الفعلي والأتمتة، وهذا يستدعي وجود إطار تحكم سريع الاستجابة وقيادة رشيقة تناسب بيئة الأعمال الآخذة في الاتساع، كما يسلط الضوء على حاجة الشركات إلى توظيف القوى العاملة الماهرة، والاحتفاظ بها لدعم الحوكمة الفعالة للشركات دون عوائق.
ندرة موظفي الرقابة الداخلية أصحاب المهارات
تابع مدير العمليات لدى معهد المحاسبين الإداريين: «وفقاً لاستطلاع بعنوان (الرقابة الداخلية وتحول الهيئات)، الذي قيّم مدى تأثير التحول الرقمي على الرقابة الداخلية، أكد ما لا يقل عن 50% من المشاركين أن ندرة الموظفين ذوي المهارات المناسبة المشاركين في إجراءات الرقابة الداخلية يمثل تحدٍ كبيراً.. هذا وأظهر الاستطلاع الذي تم إجراؤه مع 2000 عضو عالمي في جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين ومؤسسة التدقيق الداخلي ومعهد المحاسبين الإداريين بعض النتائج الرئيسية.. فمن بين المشاركين، ألقى 41% باللوم على غياب التقدم التكنولوجي في وظيفة الرقابة الداخلية، وقال 32% بأن الافتقار إلى التركيز من المسؤولين التنفيذيين كان مسؤولاً عن التأثير على إدارة الرقابة الداخلية».
وأكد أن الرأي العام للمستجيبين إلى أن التحديات التي تواجه الرقابة الداخلية، نشأت في الغالب أثناء جائحة كورونا، التي أدت إلى نشوء بيئة اقتصادية مضطربة تحيط بها الشكوك، كما شدد الاستطلاع على أن الموظفين المشاركين في إدارة الرقابة الداخلية، يحتاجون إلى المهارات المناسبة للمضي قدماً، وإدراج الرقابة الداخلية في مرحلة مبكرة أثناء التحول الرقمي، هو أمر أساسي، حيث تعتبر الرقابة الداخلية أساسية لأداء المنظمة ونموها وصلتها بالسوق.
الاعتماد السريع للتقدم التكنولوجي
وأوضح أحمد مخلاتي، أنه مع تسريع اعتماد التكنولوجيا والبيانات عبر مختلف القطاعات، فإن وجود نطاق واسع من أنواع المهارات على جميع المستويات في المنظمة، أمر مرغوب فيه لتحقيق الرقابة الداخلية الفعالة، وبالتالي تحقيق الأهداف المهمة، لا سيما في الأوقات المضطربة المحاطة بالشكوك، وفي بيئة الأعمال الأخذة في التوسع اليوم، من الضروري أيضاً أن تكون أطر الرقابة الداخلية مرنة وجاهزة للعمليات المستدامة في المستقبل مع الاعتماد السريع للتقدم التكنولوجي.