جريمة «عزبة البرنس».. كيف انتهت حياة «هدير» وابنها على يد شاب بسبب «حلق»؟
سيارة شرطة ـ صورة تعبيرية
إنّها السابعة صباح يوم الثلاثاء الماضي، وقد استيقظت أسرة «هدير» لتعثر على جثتها وبجوارها جثة ابنها «يوسف» داخل منزلهما في «عزبة البرنس»، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وبمجرد العثور على الجثامين استدعت الاسرة الشرطة التي حضرت بصحبة محقق النيابة، والأدلة الجنائية، واستغرقت جهات التحقيق 5 ساعات في مسرح الجريمة، ومناقشة الشهود وتوصلت إلى دوافع الجريمة، وتحديد المشتبه فيه بارتكاب الواقعة، وجاءت التفاصيل كالتالي:
سرقة وآثار عنف في مسرح الجريمة
بمجرد استدعاء أسرة المجني عليهما الشرطة، حضر فريق من إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن كفر الشيخ، وأيضًا مفتشي الأمن العام، وكان بصحبتهم محقق النيابة، والأدلة الجنائية، وبدأت القوات الانتشار في مسرح الجريمة، وتمّ فرض كردون أمني في محيط المنزل «مسرح الجريمة»، وهو منزل ريفي مكون من 3 طوابق، وبدأ رئيس مباحث مركز دسوق مناقشة عدد من شهود العيان والجيران، وكان بصحبته رجال المباحث، وتوجه عدد منهم لتفريغ الكاميرات، آنذاك كان محقق النيابة العامة في مسرح الجريمة لإجراء المعاينة ومناظرة الجثامين وجاءت كالتالي: «جثة لسيدة تدعى هدير، 27 سنة، ربة منزل، سلامة منافذ الشقة، مما يشير إلى أنَّ الجاني دخل مكان الحادث عن طريق تسلق السطوح أو منور المنزل».
وتبين أنَّ هناك آثار بعثرة في مسرح الجريمة، مما يشير إلى مقاومة الضحية -الأم- للجاني، والضحية كانت ترتدي ملابسها وهناك آثار خنق حول رقبتها، مما يؤكّد أنَّ المتهم أنهى حياتها خنقًا، وتبين أيضًا وجود آثار جروح وقطع في أذن الضحية، واختفاء قرطها الذهبي، وأثبت المحقق أن المتهم تخلص منها وسرق قرطها الذهبي، إضافة إلى وجود آثار جلد في أظافر الضحية، مما يؤكّد أنَّها قاومته حتى أنهى حياتها.
الكاميرات تكشف اللغز
استكمل المحقق فحص مسرح الجريمة، وأجرى مناظرة لجثمان الطفل -ابن الضحية الأول- وتبين أنَّه يدعى «يوسف»، 7 سنوات، وأنَّه مقيم مع والدته بمفردهما في المنزل نظرًا لسفر والده للعمل في إحدى الدول العربية، وعقب الانتهاء من مناظرة الجثامين، قرر المحقق عرضهما على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وحضرت سيارات الإسعاف، وتمّ نقل الجثامين لتشريحها، تنفيذًا لقرار النيابة العامة، وتوجهت أسرة الضحايا إلى المشرحة لاستلام الجثامين لدفنها عقب انتهاء التشريح.
وعقب الانتهاء من معاينة مسرح الجريمة، ومناظرة الجثامين، وقبل مغادرة المحقق، حضر رئيس مباحث مركز دسوق، واستعرض ما جاء في التحريات من خلال أقوال أسرة الضحايا والشهود والجيران ومحتوى الكاميرات، قائلًا إنَّ «الضحية كانت تتمتع بسيرة طيبة وحسنة السمعة، وليس لها أي خلافات مع أحد تستدعي القتل، وأهالي المنطقة لديهم علم بأنها تمتلك كمية كبيرة من المشغولات الذهبية»، وأكّد رئيس المباحث أنَّ دوافع الجريمة هي السرقة، وبدا في استعراض تقرير كاميرات المراقبة، التي التقطت صور لشخص في العقد الثالث من عمره ظهر بالقرب من المنزل -مسرح الجريمة- في وقت معاصر للواقعة.
المتهم: Jخلصت عليها في دقايق وسرقتها»
بينما كان رئيس المباحث يستعرض التحريات أمام محقق النيابة، كانت قوة من مباحث المركز، قد تمكّنت من تحديد هوية المشتبه فيه، عن طريق فحص الصورة وعرضها على أهالي المنطقة، وتبين أنَّه شاب مقيم في المنطقة، وسبق اتهامه في قضايا سرقات، وأصدَر المحقق قرارًا بضبط المشتبه فيه، وانطلقت قوة من المباحث وتمكّنت من تحديد مكان اختبائه، وألقي القبض عليه، وبمناقشته أمام رجال المباحث، اعترف في محضر الشرطة بارتكاب الواقعة قائلا: «خصلت عليها في دقائق، وبعدين سرقتها، وأنا بسرق الحلق ابنها شافني، جريت خلصت عليه هو كمان، وأخدت الحلق ومعاه دبلة وخاتم، وبعتهم لجوهرجي وأخدت فلوسهم».
وعقب تسجيل اعترافات المتهم في محضر الشرطة، أمام رجال المباحث، تمت إحالته إلى النيابة، وباشرت التحقيق مع المتهم، وتمّ اقتياده إلى مسرح الجريمة، وأجرى المتهم تمثيلًا للجريمة، واعترف بتفاصيل الواقعة، وتم تسجيلها بالصوت والصورة أمام محقق النيابة، وقررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات صباح اليوم، حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة.