صحيفة صينية: زيارة نائبة بايدن إلى الفلبين تؤجج الصراع بين بكين وواشنطن
كامالا هاريس والرئيس الفلبيني
اتهمت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية، الولايات المتحدة بمحاولة تهديد الصين، وإثارة النزاعات في منطقة بحر الصين الجنوبي وتايوان، في إشارة إلى زيارة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى الفلبين، بعد حضور اجتماع «أبيك» في تايلاند، ولقائها بالرئيس فرديناند ماركوس جونيور، إذ تعد «هاريس» أكبر مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ تولي «ماركوس» السلطة في يونيو.
وأشارت الصحيفة الصينية، إلى أنّ المسؤولين في مانيلا، ودولًا أخرى في جنوب شرق آسيا، لا يرغبون في الوقوع في خضم تنافس كبير بين القوى الكبرى، لذا فإن قيام الولايات المتحدة بمحاولات من شأنها «تهديد الصين» في المنطقة، سيجعلهم يدركون من يسعى إلى تهديد الأمن والاستقرار الإقليميين.
ويرى مراقبون صينيون أن زيارة «هاريس» تقدم لمحة عن السياسة الأمريكية تجاه الصين، بعد لقاء زعماء البلدين في إندونيسيا الأسبوع الماضي، مع الاعتقاد بأن الاجتماع قد يؤدي إلى نسيان العلاقات الماضية، لكن زيارة هاريس، إلى جانب تصريحات السياسيين الأمريكيين الأخيرة، تعد بمثابة تذكير بأن عداء واشنطن تجاه الصين لم يتغير، وأعربوا عن اعتقادهم أن العامين المقبلين سيكونان بمثابة «نافذة من الفرص» لكلا البلدين، إن كان بإمكانهما ترجمة الإشارات الإيجابية، التي حدثت مؤخرا، إلى زخم لدفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، قبل وصول العلاقات إلى حالة من عدم اليقين مرة أخرى عندما تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
واشنطن تظهر دعمها لمانيلا
ونقلت الصحيفة عن «ماو نينج»، المتحدث باسم الخارجية الصينية قوله «نحن لا نعارض تفاعل الولايات المتحدة مع دول المنطقة، لكن مثل هذا التفاعل يجب أن يعزز السلام والاستقرار الإقليميين، لا أن يضر بمصالح الدول الأخرى».
ومن جهة أخرى، قال خبراء صينيون إنّ زيارة هاريس تهدف إلى تعزيز استراتيجية واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ، وإظهار دعم الولايات المتحدة للفلبين وحلفاء آخرين في جنوب شرق آسيا، وقال «لي هايدونج»، أستاذ من معهد العلاقات الدولية في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، إنّه على الرغم من عدم ذكر «هاريس» لاسم الصين علانية خلال زيارتها حتى الآن، فهي تسعى إلى إثارة الخلافات المحيطة ببحر الصين الجنوبي، وتذكير حلفائها بأنهم لن يكونوا بأمان دون دعم واشنطن.
التوزازن بين «بكين» و«واشنطن»
كما أوضح «تشو فنج»، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نانجينج، أنّ الفلبين مهمة جغرافيًا للتدخل العسكري لواشنطن في قضية تايوان، لهذا السبب لا تدخر الولايات المتحدة أي جهد في مغازلة الفلبين للتعاون في هذه القضية، لافتًا إلى أن رغم الفلبين حليفًا للولايات المتحدة إلا أنها تتجنب الانخراط في قضية تايوان، وعن الدعم العلني لتحركات الولايات المتحدة بشأن هذه القضية، واصفًا ذلك بأنه نتيجة جهد «مانيلا» للسعي إلى تحقيق التوازن بين بكين وواشنطن.