خطط «التحول للأخضر» بالجامعات: تشجير ومبانٍ صديقة للبيئة ودعم مالي للباحثين
الأشجار (أرشيفية)
«جامعات خضراء مريحة للعينين وتحافظ على البيئة».. شعار رفعته الجامعات المصرية بالتزامن مع توجهات الدولة لمواجهة الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، وانطلاقاً من التزام الجامعات بدورها المجتمعى فقد اهتمت بتفعيل آليات تنفيذ تناسب كل الكليات حسب التخصص، إضافة لاهتمامها بالتشجير فى مختلف المساحات الفارغة والصالحة لهذا الغرض، مع إضافة مقررات دراسية خاصة بالمناخ.
وجهت جامعة عين شمس استراتيجيتها للتحول للأخضر والتكيف مع التغيرات المناخية من خلال محورين رئيسيين، حددتهما الدكتورة غادة فاروق، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، الأول خاص بالتعليم، حيث تقرر تصميم مقرر دراسى خاص بالتغيرات المناخية لزيادة الوعى البيئى وتعميمه على جميع الكليات عقب موافقة المجلس الأعلى للجامعات عليه، وذلك بداية من الفصل الدراسى الثانى.
وتوضح «فاروق»، لـ«الوطن»، أن محور التعليم لم يقتصر فقط على تصميم مقرر دراسى، بل اهتمت جامعة عين شمس بفتح برامج متخصصة فى البيئة، فهى أول جامعة فى مصر بها كلية متخصصة فى الدراسات البيئية، بجانب برنامج الطاقة الجديدة والمتجددة بكلية الهندسة، وبرنامج العمارة والعمران البيئى، وبرنامج الكيمياء الحيوية والاستشعار عن بُعد، مؤكدة أن البرنامج غير المتخصص بالتغيرات المناخية والبيئة به على الأقل مقرر فى ذلك.
ولفتت إلى أن المحور الثاني في استراتيجية جامعة عين شمس هو الصحة العامة، وحرصت الجامعة على تطوير المستشفيات: «لدينا مشروع المدينة الطبية الذى يعمل على تقديم خدمات متميزة والعلاج عن بُعد بين المريض والطبيب بهدف تقديم خدمة طبية للمناطق النائية».
«عين شمس»: إضافة مقرر عن المناخ وتعميمه بالكليات
وحددت «فاروق»، محاور جهود الجامعة فى استهلاك الطاقة الشمسية، موضحة أنه يجرى تغيير اللمبات العادية لأخرى موفرة: «غيّرنا لمبات إحدى الكليات لتعمل بالطاقة الشمسية، ما قلل فاتورة الكهرباء من 600 ألف جنيه إلى 45 ألف جنيه»، مؤكدة أن الجامعة بصدد دراسة الموضوع وتعميمه على كل الكليات.
من جانبه، أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تهتم حالياً بأن يكون الجزء الأكبر فيها مُريحاً للعينين ويحافظ على البيئة من خلال زيادة المساحات الخضراء واستخدام الطاقة الشمسية لإنارة المبانى بالجامعة بطريقة موفرة.
«حلوان»: نعد بحثاً علمياً دولياً عن مواجهة التغيرات
فى السياق ذاته، وضعت جامعة حلوان خطة واضحة المعالم فى التكيف مع التغيرات المناخية، حددت تفاصيلها الدكتورة ابتسام حماد، مستشار رئيس الجامعة لشئون البيئة، خاصة أن طبيعة تربة جامعة حلوان صخرية غير صالحة للزراعة، وبالتالى بدأت الجامعة بعمل إحلال وتغذية التربة بالسماد العضوى، والتواصل مع الأطراف المجتمعية لزيادة التبرع بالأسمدة والمغذيات الطبيعية التى تزيد خصوبة التربة.
وتتمتع الأشجار فى الجامعة بأهمية قصوى فى مقاومة التلوث، بحسب ما قالته الدكتورة «حماد» لـ«الوطن»، أهمها زيادة كمية الأكسجين وتقليل كمية الكربون والعمل على تخفيض درجات الحرارة.
وتغلبت جامعة حلوان على قلة المياه باستخدام المياه العكرة غير الصالحة للشرب للتوسع فى التشجير، فتم عمل شبكة تغطى الجامعة، فضلاً عن تدوير نفايات الأشجار وإعادة تدوير المخلَّفات الزراعية واستخدامها كمغذيات للتربة، وخصصت الجامعة مساحة تصل إلى 5 آلاف فدان لمشتل زراعى به ما يقرب من 5 آلاف نوع شجرى.
واقترحت «حماد» عمل أبيار على المساحات الفارغة فى الجامعة ذات الأرض الصخرية، للتغلب على نقص المياه فى فصل الصيف، موضحة أن هذه المساحة تصل لنحو 15 فداناً فى نطاقات مختلفة، وأوضحت أن جامعة حلوان تدعم البحث العلمى فى المجال البيئى وفق آليات مختلفة، أهمها منح الباحث مبلغاً يصل إلى 8000 جنيه فى حالة نشر بحث دولى للتغلب على التغيرات المناخية.