«بين السماء والأرض».. حكايات وأسرار يرويها طالع نخيل في الوادي الجديد
ما بين السماء والأرض حكايات وأسرار يرويها طلع النخيل بالوادي الجديد
مقيد بليف من الحبال حول خصره، وقابض بيده الأخرى على المنجل، لا يجد الناظر إليه وهو يتسلق النخيل حافياً أي اختلاف بينه وبين المصري القديم، فمهنة طالع النخيل التي يمتهنها المواطن في محافظة الوادي الجديد ما زالت تحتفظ بالطابع البدائي بذات الأدوات التقليدية التي لم يهزمها الزمن على مدار خمسة آلاف عام.
وفي كل عام يبدأ الفلاح الواحاتي بتجميع النخيل وهو ما يعرف باسم «تظميط النخيل»، وتأتي مهمة طالع النخيل والذي يتميز بشخصية وموهبة خاصة يستطيع خلالها التسلق على النخيل لجمع محصول البلح فحياة طلع النخيل يعيشها ما بين السماء والأرض.
وقال، محمد صالح، الشهير بـ «أبو سارة»، أحد طالعي النخيل وصاحب مزارع نخيل بمدينة الخارجة: إنني من عشاق النخيل منذ نعومة أظافري وتوارثت العديد من مزارع النخيل عن أجدادنا، ولا يوجد أحد من أبناء الوادي الجديد لا يستطيع طلوع النخيل فهي من تربى عليها أجيال كثيرون من أبناء المحافظة، ومازلنا نورثها نحن لأبنائنا، لأن النخيل يعد أهم مصادر الدخل للأسرة الواحاتية.
وأضاف «صالح»: كنت أقوم بالذهاب مع جدي إلى الأرض الخاصة بنا منذ كان عمري 6 سنوات وكنت عاشقا للنخيل وأتسلقه، فمنذ ذلك الوقت وأصبح النخيل هو كل حياتي، حيث تعتبر عملية جني وقطف الثمار الخطوة الأخيرة ذات الارتباط الكبير بجودة الثمار، ومن هنا كان يجب العناية بالثمار في هذه المرحلة.
وأوضح طالع النخيل بالوادي الجديد: إن هناك طرقا مختلفة لجني وقطف التمور، وذلك بناء على المرحلة التي ستقطف فيها، فالثمار المستهلكة في مرحلة البسر والتي يتم جنيها من خلال قطع العرجون البلح مرة واحدة من دون أن يتم انتظار مرحلة الترطيب وذلك من بعد أن يتم وصول نسبة معينة ملائمة من الثمار إلى النضج الملائم.
وتابع أنه في حالة أن البلح بدأ في النضج باللون الأصفر أو الأحمر حسب نوع البلح ولونه يبدأ طالع النخيل مهمته في تظميط عراجين البلح الموجودة على النخيل وتترك حتى تنتهي تماماً من مرحلة نضجها، كما يتم بعد هذه المرحلة قطعها وجمعها وفصل البلح عن العرجون وتسمى تلك المرحلة بمرحلة (تنفيض البلح) ووضعه في كراتين أو أطباق لفرزه وعزل البلح الرطب وهو عبارة عن جزء باللون الأصفر والنصف الآخر باللون البني، وعزل البلح البني لوحده، وأيضاً البلح الأصفر مكتمل النضج، وعزل البلح الجاف وهو ما يعرف باسم «الحفش» ليؤدي كل نوع من تلك الأنواع غرضه في التصنيع والتي تصنع منه العجوة والبلح بالشوكلاتة وأشكال كثيرة ومتعدد الاستخدامات والأنواع.