أستاذ تخطيط: «التحول الرقمي» سر نجاح المدن الجديدة ويحقق عائدا اقتصاديا كبيرا «حوار»
إيهاب محمود: العائدان الاجتماعي والاقتصادي من بنائها لا يمكن فصلهما
إيهاب محمود عقبة
كشف إيهاب محمود عقبة، أستاذ التخطيط والتصميم البيئى بكلية الهندسة جامعة الفيوم، ورئيس قسم الهندسة المعمارية بالكلية، عن أن هناك فارقاً كبيراً بين المدن الذكية أو ما يسمى مدن الجيل الرابع، ومدن الجيل الأول، حيث تتميز المدن الجديدة بما لها من عائد اقتصادى واستثمارى كبير، يسهم فى دعم الاقتصاد الوطنى، ويعود بمنافع كثيرة على المواطن فى المقام الأول، وإلى نص الحوار:
ما العوائد الاقتصادية من بناء المدن الجديدة؟
- المدن الذكية أو ما يسمى مدن الجيل الرابع، تحتوى على عناصر عدة جعلها توفر الحياة الجيدة للمواطنين، ومن أهم تلك العناصر هو استخدام التحول الرقمى فى كافة مناحى الحياة، وهو من العناصر المهمة التى تزيد من العائد الاقتصادى لهذه المدن، حيث تتم إدارة العديد من المدن الجديدة وإجراء كافة الخدمات التى يحتاجها المواطن من خلال استخدام التحول الرقمى «الرقمنة»، فلم يعد المواطن مضطراً للذهاب إلى المكاتب والمصالح الحكومية للحصول على الخدمة، بل أصبحت هناك إمكانية للحصول على الخدمة إلكترونياً دون الخروج من المنزل.
كما أن المدن الجديدة الذكية حققت فيها الدولة نظاماً جديداً له عائد اقتصادى كبير، من خلال استبدال وسائل النقل بوسائل الاتصال، وذلك لكون تكنولوجيا الاتصال أهم من تكنولوجيا الانتقال، وهو ما يحقق توجه الدولة المصرية للتحول الرقمى.
ما العوائد الاجتماعية لبناء المدن الجديدة؟
- العائدان الاجتماعى والاقتصادى لا يمكن فصلهما عن بعضهما، حيث إن جميع الدراسات التى تناقش البعد الاجتماعى بالطبع تتناول البعد الاقتصادى، لأنه فى حالة تحقيق اقتصاد عالٍ يتوفر للمواطن نفسه حياة اجتماعية مستقرة، من خلال توفير فرص عمل، ومن ثم زيادة رفاهية المواطن ورفع الحالة والمستوى الاجتماعى بشكل كبير، وهو ما يتحقق على أرض المدن الجديدة (مدن الجيل الرابع).
ما الفارق بين المدن الجديدة (مدن الجيل الرابع) والمدن القديمة (مدن الجيل الأول)؟
- بالطبع هناك فارق كبير بين المدن الجديدة الذكية (مدن الجيل الرابع)، والمدن القديمة (مدن الجيل الأول)، لأن مدن الجيل الأول كان هدفها الوحيد هو تفريغ الزيادة السكانية داخل عواصم المدن والمحافظات الكبرى، واستيعاب الزيادة السكانية، بالإضافة إلى معاناتها من النمو بصورة بطيئة لعدم توافر الخدمات وعدم دراسة الموقف بشكل جيد، بجانب عدم توافر فرص العمل، وهو ما أفقدها عنصر جذب المواطنين.
لكن الوضع يختلف فى المدن الجديدة الذكية، لأن هدفها ليس فقط استيعاب الزيادة السكانية، ولكن تحقيق أبعاد أخرى، ومنها رغبة الدولة فى رفع مستوى الاقتصاد والاستثمار ومواكبة العصر والتكنولوجيا ورؤية مصر 2030، التى تستهدف تحقيق التنمية المستدامة فى جميع مجالات الحياة.
دعم الاستثمار
مدن الجيل الرابع، لها عائد ومردود استثمارى كبير، حيث تشهد هذه المدن تطوراً شديداً لم يحدث من قبل فى إدارتها باستخدام تكنولوجيا الاتصال، من خلال تطوير البنية التحتية، وهو عامل جذب كبير للاستثمار، حيث يتجه المستثمر سواء المحلى أو الدولى للاستثمار داخل المدن التى تحدث بها طفرة فى البنية التحتية والأساسية، لأنها تساعد فى توفير مناخ للاستثمار، وهو ما يكون له مردود كبير فى انتعاشة الاقتصاد.