خبير اقتصادي: المدن الجديدة استوعبت الكثافة السكانية.. ووفّرت آلاف الوظائف «حوار»
د. عبدالمنعم السيد: «حياة كريمة» تكمل الصورة بتطوير الريف ليضاهي المدن
الدكتور عبدالمنعم السيد
قال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن المدن الجديدة أسهمت فى امتصاص الكثافة السكانية العالية، والتوسّع خارج نطاق وادى النيل الضيق نحو الظهير الصحراوى للكثير من المحافظات، وخلقت آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ودفعت نمو الاقتصاد المصرى بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة.. وإلى نص الحوار:
بداية، ما الجدوى التى تريد الحكومة تحقيقها من إنشاء المدن الجديدة؟
- المدن الجديدة أنشئت بغرض امتصاص الكثافة السكانية العالية والتكدّس فى القاهرة الكبرى والإسكندرية وكبرى المحافظات، التى تتمتع بكثافة سكانية عالية، أنشئت المدن الجديدة لهذا الغرض، ولتخفيف العبء عن تلك المحافظات وتخفيف التكدّس إن لم يكن القضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية، وبإمكان الكثيرين مراجعة بيانات النمو السكانى، حيث تنمو مصر بمعدل دولة كل عام.
هل هناك جوانب أخرى اقتصادية لهذه المدن الجديدة ودعم النمو؟
- بالتأكيد أسهمت عملية إنشاء هذه المدن الجديدة فى توفير ملايين فرص العمل، سواء أثناء مرحلة الإنشاءات أو خلال مرحلة التسكين والانتقال إليها، بجانب الاستثمارات التى تم ضخها فى بنيتها التحتية من مدارس ومستشفيات وطرق ومصانع تحتاج إلى الأيدى العاملة الماهرة والمدرّبة، وبالتالى زيادة متوسط الدخل، وأعتقد أنه لولا وجود المدن الجديدة لما كانت لدينا القدرة على السيطرة على نسب البطالة، التى تم تخفيضها بنجاح على مدار السنوات الثمانى الماضية، وبدون تلك المشروعات التى فتحت آفاقاً جديدة لتخطت نسبتها 50%.
لكن ربما ينظر البعض إلى أنها فرص عمل غير مباشرة أيضاً؟
- تم خلق فرص عمل من خلال تلك المدن، إما بطريق مباشر من خلال خلق قاعدة اقتصادية للمدينة، وبالتالى فتح المجال أمام الراغبين والباحثين عن وظيفة، وإما غير مباشر من خلال عمليات الإنشاء والتعمير.
المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» كانت عوناً لملايين الأسر فى الريف المصرى، فكيف تُقيّم أعمالها؟
- مبادرة «حياة كريمة» أكبر مشروع فى تاريخ مصر، حيث تم ضخ 700 مليار جنيه حتى الآن على مستوى محافظات مصر، بهدف النهوض بالريف المصرى وتحسين جودة الحياة ومستوى المعيشة لسكان الريف والقرى والنجوع.
وكان الهدف الأساسى تطوير الريف ببنيته التحتية القديمة وجعله مثل المدن الجديدة، حتى يتمكن القاطن فى الريف من الحصول على خدمات بالمستوى نفسه تقريباً الذى يحصل عليها القاطن فى المدن الجديدة، ومبادرة حياة كريمة نجحت فى خلق فرص عمل وتوفير سكن آدمى راقٍ وملائم للملايين، كما رفعت جودة حياة المواطن المصرى بالمناطق النائية.
الخروج من الوادى الضيق
كل المدن الجديدة أنشئت على ظهير صحراوى لمنع البناء على الرقعة الزراعية وتجريف التربة، وهو هدف رئيسى من عمليات التطوير والبناء التى تشهدها البلاد حالياً وعلى مدار السنوات الأخيرة، وكان لا بد من الخروج من الوادى الضيق لأجل التخفيف من الكثافة السكانية المرتفعة والقضاء على ظاهرة الإسكان العشوائى، وبالتالى خلق قيمة مضافة للاقتصاد، وأرى أن الدولة نجحت من خلال استراتيجية عمرانية تهدف للقضاء على الظواهر المرتبطة بالإسكان العشوائى.