حملة «جنوبية حرة»: سيول أسوان قادتنا لإطلاقها للتوعية وتخفيف آثار الكوارث
مؤسسات مبادرة «جنوبية حرة»
كانت المشاهد المؤلمة التى صدمت سهام عثمان، وبقية فريق مؤسسة «جنوبية حرة»، خلال أحداث الفيضانات والسيول التى شهدتها محافظة أسوان فى أكتوبر 2021، وتأثيرها خصوصاً على النساء، بمثابة الدافع لهن للبحث عن حلول جذرية لتلك الأزمة الضخمة وليس مجرد مسكنات موضعية، وبعد البحث والدراسة توصلت «سهام» وفريقها إلى أن الحل هو التوعية بخطورة التغيرات المناخية وآثارها السلبية على النساء من خلال الحملات والمبادرات.
«سهام»: مقابلات وجلسات «أون لاين» لتبسيط المفاهيم
وعن بداية حملة «جنوبية حرة» للتوعية بالتغيرات المناخية قالت «سهام» خريجة كلية تربية جامعة جنوب الوادى: «لم يكن اهتمامنا بالتغيرات المناخية وتأثيرها على النساء نابعاً فقط من استضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ خلال شهر نوفمبر الماضى، بل بدأنا هذا الاهتمام منذ عام، شهدنا كنساء تعرض أسوان والقرى المحيطة لكارثة بيئية ضخمة، تمثلت فى سقوط الأشجار التى هدمت بيوتاً كاملة، وتدمير اقتصاد كثير من الأسر، وانقطاع المياه والكهرباء لفترات، وفقدان وظائف، ومن هنا جاءت فكرة ضرورة مساعدة هؤلاء المتضررين ولكن بشكل مؤسسى مدروس، وكانت نقطة البداية التغيرات المناخية والتوعية بشأنها».
لم يكن تخصيص حملة التوعية بالتغيرات المناخية وتأثيراتها الضارة نابعاً فقط من كون مؤسسة «جنوبية حرة»، التى تأسست عام 2015، هدفها تبنى حقوق المرأة، بل هناك سبب آخر تشرحه سهام فى حديثها لـ«الوطن» قائلة: «بعد أزمة السيول والفيضانات فى أسوان وزيارة الأماكن المتضررة من أجل تقديم المساعدات، وجدنا أن السيدات متضررات بشكل أكبر، وقررنا ربط تلك التجارب الميدانية بالمؤتمر وأهدافه من ناحية وبحقوق المرأة من ناحية أخرى».
بدأت «سهام» الحملة مع بقية زملائها فى الفريق من خلال القراءة باستفاضة عن التغيرات المناخية وقمة المناخ.
وأشارت إلى أن الحملة لم تتوقف عند حد الدراسة، بل انطلقت ليكون لها تأثير على الأرض وسط النساء، فبعد نشر التوعية بالتغيرات المناخية وتأثيرها على النساء، «انقسمت حملتنا إلى شق توعوى وميدانى، التوعوى تمثل فى تبسيط أى محتوى نجده عن التغيرات المناخية وتأثيراتها، خصوصاً أن المحتوى المتوافر نادر، أما الشق الميدانى، فاخترنا أن نتوجه فيه إلى فئتين الأولى للسيدات البسيطات لكى يفهمن دورهن فى التغيرات المناخية وحقوقهن وذلك من خلال المقابلات أو حتى جلسات أون لاين، وكذلك كنا نقدم المساعدات للسيدات المتضررات من التغيرات المناخية مثلما حدث خلال السيول».
الاختلاف فى الحملة بحسب «سهام» هو تصميمهن أن توجه إلى السيدات فى موضع القيادة وصنع القرار وهى الفئة الثانية وأضافت: «كانت هناك حلقات نقاشية مع الجمعيات والمؤسسات المتخصصة فى المجالات الفنية أو التنموية أو المتخصصة بشكل مباشر فى شئون المرأة.
وتحكى «سهام»: «فى الفيضانات الأخيرة كانت السيدات مفروض عليهن الأدوار الاجتماعية من رعاية البيت والأبناء والزوج، لكن زاد عليهن كيفية التعامل مع تأثيرات تلك الفيضانات، مثل توفير المياه بسبب انقطاعها، والسير لمسافات بعيدة لكى يحصلن على المياه، كذلك لاحظنا أن هناك تعرضاً للضرب بشكل متزايد، كذلك كانت هناك زيادة فى حالات الطلاق».