«حامد» 30 سنة مقاول أنفار: الستات أجدع من الرجالة في الالتزام والإنتاج
محمد حامد
أكثر من 30 عاماً، يجمع محمد حامد، مقاول أنفار، عمال اليومية للعمل فى مهنة المعمار، إذ إنه مسئول عن ما يقرب من 25 عاملاً من بينهم 7 سيدات، اضطررن لتلك المهنة الشاقة بسبب ظروفهن الحياتية القاسية، مؤكداً أن هؤلاء السيدات يقطعن مسافات طويلة يومياً بحثاً عن الرزق الحلال، ويتحملن مصاريف المواصلات على نفقاتهن الخاصة، فضلاً عن شراء وجباتهن طوال اليوم.
«بيجيبوا على حسابهم وبيشتروا أكل من يوميتهم يعنى ممكن تصفى فى الآخر على 80 جنيه أو أقل»، بحسب «حامد»، الذى يتعاطف مع ظروفهن ويشيد بالتزامهن وجديتهن فى العمل مقارنة بالرجال، موضحاً أن المرأة تعمل كالرجل وتحمل الأوزان الثقيلة وتصعد بها للطوابق العالية دون شكوى من أجل الحصول على يومية للإنفاق على أبنائها: «الستات هنا جدعان وبيتحملوا الألم، معايا واحدة مريضة سكر ومع ذلك بتشتغل ولو قلت لها تريح يوم بتعيط، لأنها محتاجة اليومية عشان تأكّل ولادها».
يقول إن السيدات اللاتى يختارهن للعمل على قدر كبير من الثقة والمسئولية والاحترام: «اللى بتشتغل الشغلانة الصعبة دى إنسانة شريفة وظروفها تعبانة بتبعد عن الحرام وبتقرر تعيش باحترامها حتى لو ده على حساب صحتها وراحتها».
يضيف أنه يفضل عمل السيدات على الرجال رغم أن تلك المهنة شاقة، لأن السيدات أكثر التزاماً وتنفيذاً لأوامر العمل: «وكمان يوميتهم أرخص وبيسمعوا الكلام، و90% من العمال اللى شغالين معايا بيتعاطوا المخدرات وبيشتغلوا عشان يصرفوها عليها، لكن الستات بتوفر وما بتصرفش قرش فى الفاضى».
ويشير الرجل الخمسينى إلى أن الكثير منهن لديهن أبناء فى التعليم وفتيات «على وش جواز»، ويريدن تجهيزهن: «يا ريت بإيدى أساعدهم لكن الشيلة تقيلة أوى، نفسى الناس تساعدهم وتخفف عنهم حملهم»، لافتاً إلى أنه يعتبرهم بناته ويعاملهن كالأب ويحاول مساعدتهن فى توفير فرص عمل لهن لسد حاجتهن.