برنامج «التقاوي».. طفرة في إنتاج «خيار وفلفل وباذنجان وكنتالوب»
«الجزار»: ندعم المشروعات القومية
د. وهبة الجزار مدير البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى يستعرض إنتاج المشروع
أكد الدكتور وهبة الجزار، الأستاذ بمعهد بحوث البساتين، ورئيس البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى الخضر، أن البرنامج الذى انطلق عام 2019، نجح فى تقليل الفجوة بين المستورد والمحلى، وتمكن حتى الآن من تسجيل 26 صنفاً هجيناً تم تسجيلها فى وزارة الزراعة بشكل رسمى، وذلك بعد تقييمها لسنتين، واستطاع أن يوفر التقاوى لعدد من المشاريع القومية من بينها مشروع الـ100 ألف صوبة، كما نجح كذلك فى الانطلاق نحو التصدير للأسواق الخارجية.
وكشف «الجزار»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن أنه تم توفير كمية كبيرة جداً من مستلزمات التقاوى محلياً، بعد أن كانت نسبة المستورد تصل إلى نحو 98% فى بداية انطلاق البرنامج، مشيراً إلى أن هناك خطة إكثار معروضة على السيد رئيس الجمهورية لتغطية احتياجات السوق المحلية بنسبة 25% خلال عام 2023/2024، لافتاً إلى أن هذه النسبة تعتبر كبيرة جداً بالنظر لحجم التقاوى التى تستهلكها السوق المصرية.
وأشار مدير البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى إلى فائدة أخرى مهمة حققها البرنامج بالفعل، وهى «كسر حدة الاحتكارات التى كانت موجودة فى السوق»، حيث إن من كان يحتكر صنفاً أصبح يعرف الآن أن له بديلاً محلياً، وبالتالى قللنا الأسعار، وأصبحت هناك إمكانية لأن نوفر احتياجاتنا من التقاوى محلياً فى ظل أزمات مثل وباء كورونا والحروب العالمية.
وعن الاحتكارات فى مجال التقاوى، أوضح «الجزار» أن من يحتكر صناعة تقاوى الخضار هى شركات عالمية متعددة الجنسيات، وقوية جداً، وميزانياتها تفوق ميزانيات الدول، وهو ما كان يسبب إحباطاً لدى الباحثين المصريين، الذين كانوا يتساءلون كيف يمكن أن نقارن أنفسنا بهذه القوى؟ ولكن اليوم بدأنا نكسر هذا الحاجز، وبدأ الباحثون تتكون لديهم ثقة، لا سيما مع بدء الإنتاج الفعلى محلياً، وكما هو معروف فإن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، والحمد لله بدأنا ووضعنا أرجلنا على الطريق ولن نرجع للوراء.
«الجزار»: كسرنا احتكارات وصلت إلى 2 مليار جنيه بجهود باحثين مصريين
وأشار مدير البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى إلى أن الكميات المعلنة المستوردة من التقاوى فى مصر تزيد قيمتها على 2 مليار جنيه، ويتم بيعها فى مصر بنحو 4 مليارات جنيه، وذلك علاوة على الكميات التى تدخل بطريقة غير مباشرة، حسب وصفه، وهو ما جعلنا محطاً للشركات العالمية المنتجة للتقاوى فى العالم كله، ولم يكن هناك أى هجين مصرى مُسجل، وقد جاء البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى ليقضى على هذه المعادلة المختلة.
ولفت «الجزار» إلى أنه عندما تم طرح الفكرة من جانب الباحثين فى 2019، والتأكيد على ضرورة مجابهة الشريحة العالية من الاستيراد التى تأتى من باب «التقاوى»، حازت الفكرة قبولاً ودعماً سياسياً قوياً جداً، بداية من رئيس الجمهورية ثم رئيس الوزراء ثم وزير الزراعة، الذين احتضنوا الفكرة.
وأضاف «الجزار»: تم تدشين البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى فى 2019، وبعد ذلك تم اختيار أهم 10 محاصيل تمثل أكبر جزء فى شريحة الاستيراد، حيث توزعت كالتالى: 4 من العائلة القرعية تتمثل فى البطيخ والخيار والكنتالوب والكوسة، وأضفنا إليها أخيراً «القتة»، ومن العائلة الباذنجانية، أخذنا الباذنجان والفلفل والطماطم، علاوة على المحاصيل البقولية مثل اللوبيا، والفاصوليا، والبازلاء، ثم دخلنا فى البطاطس، وتم بالفعل فى البداية تسجيل 26 صنفاً هجيناً.
واعتبر «الجزار»، الذى شهد مؤخراً جناح معهد بحوث البساتين فى معرض «صحارى» الذى تم تنظيمه تحت رعاية وزارة الزراعة، حيث كانت تُعرض نماذج واقعية من التقاوى والثمار المنتجة ضمن البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى، أن ما وصل إليه البرنامج يعتبر بمثابة «عُرس» حقيقى له فى مصر، حيث أنتج الآن 5 هجن من الطماطم، وأصبحت البذرة والشتلات والثمار موجودة على الطبيعة.
وأشار مدير البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى، فى هذا السياق، إلى أن مصر بالإضافة لما سبق أصبحت تمتلك «هُجُن» حقيقية محلية، سواء فى الخيار، حيث أصبح لديها هجين يصلح للصوب، وفى الفلفل أصبح لديها 3 أصناف وجارٍ تسجيل هجين آخر فى السنة الثانية له الآن، وفى الباذنجان هناك 5 أصناف، وبالنسبة للكنتالوب لدينا هجينان تم تسجيلهما، وهناك هجن أخرى تحت التسجيل، والقتة تم تسجيلها، وبالنسبة للبطيخ أصبح لدينا 5 طُرز، ولدينا الجيزة «الفاتح والغامق» وكل الأصناف، وأصبح لدينا اليوم برنامج حقيقى على أرض مصر ينتج التقاوى محلياً.
وعلاوة على ما سبق، لفت «الجزار» إلى أن مصر الآن يمكنها تصدير «التقاوى» للدول العربية وغيرها، كما أن هناك شركات تأتى لنا من الدول العربية تريد أن تتعاون معنا، كما طُلب منا أن ننفذ البرنامج الوطنى فى أكثر من دولة.