حكاية أقدم مسحراتي بالغربية بعد رحيله.. قضى أكثر من نصف عمره في المهنة
محمود البديوي أقدم مسحراتي بالغربية
ظل طوال 65 عاما ومع حلول شهر رمضان من كل عام، يخرج من منزله عند انتصاف الليل، ممسكا بطبلة المحسراتي في يد، واليد الأخرى تحمل عصا صغيرة، يستعين بها لإيقاظ أهالي قريته لتناول السحور وأداء صلاة الفجر.
محمود البديوي، صاحب الـ 100 عام، من قرية كفر الهواشم، إحدى قرى مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، قضى أكثر من نصف عمره في تلك المهنة، حتى أصبح أقدم مسحراتي بالغربية، «كان صاحب صوت عذب، وكان جزء من شهر رمضان، نصحى من النوم على صوته نتسحر ونفطر على صوته في آذان المغرب»، كلمات وصف بها جمال أبو شتيا، أحد أهالي القرية، حياة محمود البديوي، والذي غيبه الموت عن عالمنا أمس، إثر أزمة قلبية مفاجئة.
صاحب أخلاق طيبة
وخلال حديثه لـ«الوطن»، كشف «أبو شتيا» أن أقدم مسحراتي بالغربية عرف بين أهالي قريته والقرى المجاورة بأخلاقه وسمعته الطبية، وكان حافظا لكتاب الله تعالى وأحيانا يؤذن في مسجد القرية لما كان يتمتع به من صوت عذب، «حبيب الكل الصغير والكبير وخاصة الأطفال، والابتسامة كانت لا تفارق وجه طول الوقت».
سر توزيع الحلوى
إبراهيم عبد التواب، أحد أهالي القرية، كشف سر الحلوى في جيب أقدم مسحراتي بالغربية، والتي كان يوزعها على الأطفال، «دائما كان يحمل في جيبه حلوى يوزعها على الأطفال لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم، وكان دائما يقول الأطفال أحباب الله اللي يحبهم يحبه الله».
أما بسمة علي، من جيران أقدم مسحراتي بالغربية، فقالت إن كل أهل القرية يحبون هذا الرجل، ولديه 3 أبناء «ولدين وبنت» وجميعهم متزوجين، وزوجته توفيت منذ 10 سنوات تقريبا، وكان يقيم معهم في المنزل، وتعرض منذ عام إلى حريق أثناء تجهيزه للطعام، والقرية جميعها حزينة على وفاته قبل شهور قليلة من قدوم شهر رمضان.
رحيل أقدم مسحراتي بالغربية
وشيع أهالي قرية كفر الهواشم بمركز كفر الزيات، جثمان أقدم مسحراتي بالغربية محمود البديوي، عن عمر ناهز 100 عام، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة أمس، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
وأدى أهالي القرية صلاة الجنازة على المسحراتي الراحل بأحد مساجد القرية، وتم دفنه في مقاتبر القرية بمسقط رأسه، وسط حالة من الحزن بين الأهالي.