وائل لطفي: توجهت إلى الجمهور الأكثر بساطة في كتابي «اسمي مصطفى محمود» والتزمت الموضوعية
جانب من التوقيع
احتفل الكاتب الصحفي وائل لطفي، رئيس تحرير جريدة الدستور، بإطلاق أحدث كتبه «اسمي مصطفى محمود»، والصادر عن دار كلمة وصفصافة، بمكتبة البلد بقلب القاهرة، وناقش الكتاب، الكاتب الدكتور نبيل عبدالفتاح، والكاتب الدكتور بهي الدين مرسي، وأدارت الندوة، الإعلامية دينا عصمت، كما شهدت الندوة حضور عدد من النقاد والشخصيات العامة، من بينهم الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب الأسبق، والكاتبة ضحى عاصي.
قال الكاتب الدكتور نبيل عبد الفتاح، إن قرأ رواية «اسمي مصطفى محمود» للكاتب وائل لطفي، مشيرا إلى أن الكتاب يتناول 22 تيمة رئيسية، ويتناول سيرة التحولات في مسيرة مصطفى محمود، التي تعبر عن سيرة التحولات التي مرت بها مصر، جاء ذلك خلال مناقشة كتاب «اسمي مصطفى محمود»
وأضاف «عبدالفتاح» أن مصطفى محمود كان يتبنى نوعا من الوعظ الكاريزماتي، الذي يعتمد على تأثيره الشخصي على جمهوره، وهو أول داعية تلفازي في مصر والعالم العربي، لافتا إلى أن الكتاب حيره في التصنيف، إذا ما كان رواية أم كتابا، لكنه يسرد ويتعرض لمسارات حياة مصطفى محمود المتضاربة، مشيرا إلى أن الكتاب يتناول 22 تيمة رئيسية، ويتناول سيرة التحولات في مسيرة مصطفى محمود، التي تعبر عن سيرة التحولات التي مرت بها مصر.
وأشار إلى أن سيرة مصطفى محمود، كاشفة عن مراحل التحولات وصراعاتها في مصر، عبر ما التقطه الكاتب وائل لطفي، وفي الكتاب نجد نموذج لداعية ديني في عصر السادات، شخصية مثيرة.
وقال نبيل عبدالفتاح، إن الكتاب يشير إلى خطاب الكراهية الشديد لعبد الناصر وهيكل وخالد محيي الدين، وهي كراهية مبعثها الذات المتضخمة عند مصطفى محمود.
ورصد ما أسماه خطاب الكراهية، قائلا: تتضح في هذا العمل والنهاية معا، يمثلان ثنائية حاضرة بقوة في سيرة، مشيرا إلى أن مصطفى محمود قدم قراءات مبتسرة لنصوص فلسفية، وهو أحد أسباب ذيوعه عدة سنوات.
الجزء المهم في هذا المسار هو التحولات من الشك أو شبه الإلحاد، مشيرا إلى كتابة مصطفى محمود عن الإلحاد لا يتضمن أسئلة عميقة.
ورصد ملامح علاقة مصطفى محمود مع السلطة، ونبذه في عهد الرئيس عبد الناصر، ثم قربه من السلطة وصداقته مع الرئيس السادات، بعد إعجاب الرئيس الأسبق «نحو تفسير عصري للقران»، ووصف أفكار مصطفى محمود بـ«الفاست فود»
وانتقل «عبدالفتاح»، للحديث عن علاقة مصطفى محمود مع السادات، وتوظيف الدين في العملية السياسية، وهي تتماشى مع قراءة الواقع.
بهي الدين مرسي: حلقات برنامج «العلم والإيمان» سممت وعي المصري
وتحدث الدكتور بهي الدين مرسي، عن شكل الكتاب، قائلا: إن وائل لطفي ابتكر شكلا جديدا للرواية، ويمكن عليها إطلاق «نبش العقول»، وكتب الكتاب بطريقة السارد العليم الخبير لى لسان مصطفى محمود شخصيا، مشيدا بختام الرواية «أشكر الكاتب فيما يريد أن يقوله، دون الالتزام بنهاية محددة»، مشيرا إلى هذا النوع يجبر القارئ على التفكير واستخلاص الرسالة التي أرادها الكاتب.
وتحدث عن فكرة الرسالة، ودولة «العلم والإيمان»، تشارك في تأسيسها اثنان هما مصطفى محمود والسادات، ومن خلالها تم تصدير القيم، وصبغ بها الحياة المصرية، لافتا إلى أن دولة العلم والإيمان أفرزت شخصان أطلق عليهم علماء لكنهم «علماء الزيف».
وأضاف بهي الدين: والكتاب «سيرة تحولات» وليست سيرة شخص مصطفى محمود، قائلا إن حلقات برنامج «العلم والإيمان» سممت وعي المصري.
وعقب وائل لطفي، بإن مصطفى محمود من دعاة عصر السبعينيات، وكان سيكون فصلا في كتاب «دعاة السبعينيات»، في محاولة لفهم وقراءة ظاهرة التحولات الفكرية في مصر، موضحا أن مصطفى عالم متنوع، ويحمل الكثير من المتناقضات، وأنا أستند إلى الحقائق، إضافة إلى التخييل، وكان لدي فضولي الخاص.
وائل لطفي: مصطفى محمود تبنى خطابا مضللا
وعن سبب اختياره لقالب الرواية لا الكتاب الفكري في تناول شخصية الراحل، أوضح وائل لطفي لـ«الوطن»، قصدت رصد سيرة التحولات الفكرية من خلال فهم السياقات التاريخية والسياسية المحيطة بالشخصية في هذه المرحلة، كما أني تعمدت اختيار هذا القالب، لأني أتوجه بالكتاب إلى جمهور أكثر بساطة لتوصيل رسالة محددة، متابعا: «قصدت تجريب نوع مختلف وغير مطروق من الكتابة الروائية»
وأضاف: كنت موضوعيا في تناولي لشخصية مصطفى محمود، من خلال تحليلي لتاريخه الشخصي، وتحوله الفكري، وحاولت توصيله بالمرحلة، وعلاقته بالجهة التي أنتجت البرنامج وتحولاته وتناقضاته، وما له علاقة بالتحولات التي حدثت في السبعينيات، مشيرا إلى أن مصطفى محمود تبنى خطابا مضللا، يتشابه مع سيد قطب، خاصة في موقف كل منهما تجاه الغرب.
ولفت «لطفي»، إلى أن الكتاب استكمال لمشروعي في فهم ظاهرة الإسلام السياسي، من خلال فهم تجربة الدعاة، والكتاب اعتبره نوع من المغامرة، الذي يعد رؤية نقدية لهذا الرجل، الذي أنفق عليه مئات المليارات، الذي أدى بنا إلى التراجع منذ هذه الفترة.