5 معلومات عن الفلسطيني ماهر يونس «عميد الأسرى العرب»
يونس يزور قبر والده الذي توفى أثناء أسره بالسجون الإسرائيلية
بعد 4 عقود خلف القضبان في سجون الاحتلال، استنشق الأسير الفلسطيني ماهر يونس، المعروف باسم «عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب»، نسمات الحرية لأول مرة، بعدما أفرجت السلطات الإسرائيلية عنه، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس.
وبينما أثار نبأ الإفراج عن ماهر يونس حالة من الفرحة بين أفراد أسرته وأهالي قرية «عارة»، الواقعة ضمن أراضي 1948، واصلت السلطات الإسرائيلية محاولة التنغيص على الأسير الفلسطيني، حيث منعته من وداع رفاقه، كما منعت أسرته من إقامة أي مظاهر احتفالية في استقباله.
إلا أنه رغم تهديدات الشرطة الإسرائيلية، التي تواجدت بكثافة في محيط قرية «عارة»، فقد توافدت أعداد كبيرة من أهالي البلدة ومن العائلات العربية، على منزل الأسرة لاستقبال «عميد الأسرى العرب»، والاحتفال بعودته إلى منزله بعد 40 عاماً في سجون الاحتلال.
وترصد «الوطن»، في السطور التالية، أبرز 5 معلومات عن الأسير الفلسطيني ماهر يونس، الذي تم اعتقاله في يناير من عام 1983، وأطلق سراحه في نفس الشهر من عام 2023.
65 عاماً منها 40 سنة خلف القضبان
ولد ماهر يونس في السادس من يناير عام 1958، في قرية «عارة»، الواقعة ضمن المثلث الشمالي داخل أراضي عام 1948، وله خمس شقيقات، وشقيق وحيد، درس في المدرسة الابتدائية، والثانوية في قرية عارة، وفي المدرسة الصّناعية في «الخضيرة».
أتم «يونس»، في السادس من يناير الجاري، عامه الـ65 من عمره، وأمضى 40 عاماً منها في غياهب السجون الإسرائيلية، وحصل خلال سنوات أسره على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية.
تهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة «فتح»
اعتقلت السلطات الإسرائيلية ماهر يونس في 18 يناير عام 1983، بينما كان يبلغ 25 عاماً، ووجهت إليه تهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة «فتح»، بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه، كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهما سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وكان أكبر الأسرى سناً في ذلك الوقت، وتوفي بعد 4 سنوات من حصوله على حريته.
ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فقد خضع «يونس» لـ«تحقيق قاس» من قبل سلطات الاحتلال، قبل أن يصدر حكم بمعاقبته بالإعدام، ولكن تم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد له بـ 40 عاماَ، وخلال سنوات اعتقاله، توفي والده عام 2008، علما بأن والده أسير سابق، أمضى 8 سنوات في سجون الاحتلال.
رسالة «يونس» إلى أبناء الشعب الفلسطيني
قبل الإفراج عنه، بعث «يونس» برسالة إلى أبناء الشعب الفلسطيني، جاء فيها: «تحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة، التي أكون فيها حراً بينكم، متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف سوياً حول قضايانا ومستقبلنا».
وتابع في رسالته: «قدمت لوطني، وضحيت لأجل شعبي، ها أنا لا زلت حياً، وقادراً أن أعيش، وبعد يومين سأولد من جديد»، وأضاف: «أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريباً جميعاً أحراراً».
محاولات إسرائيلية لمنع الاحتفال باستقباله
وقبيل إطلاق سراح «عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب»، عمدت السلطات الإسرائيلية على نقله إلى سجن «أوهلي كيدار»، في الجنوب، ومنعته من وداع رفاقه في السجن الذي كان يمضي فيه عقوبته، كما نشرت الشرطة الإسرائيلية عناصرها والوحدات الخاصة في قرية «عارة»، لمنع أي مظاهر احتفالية بحصول «يونس» على حريته وعودته إلى منزله.
كما منعت الشرطة الإسرائيلية العائلة من تنفيذ أي احتفالات بالإفراج عنه، وحذرتها من رفع العلم الفلسطيني، ونصب خيمة لاستقباله، إلا أن أعداداً كبيرة من أهالي قرية «عارة» ومن العائلات العربية في أراضي 1948، حرصت على التواجد في استقبال «عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب» عند عودته إلى قريته لأول مرة، بعد 40 عاماً في سجون الاحتلال.
زيارة قبر والده والارتماء بأحضان والدته
فور وصوله إلى قريته، توجه «يونس» إلى المقابر، لزيارة قبر والده الذي توفي قبل نحو 15 عاماً، قبل أن يذهب إلى منزل أسرته، والارتماء في أحضان والدته، التي كانت تصبر نفسها بانتظاره على مدار 4 عقود، وقال وسط حشد من مستقبليه: «كنت آمل عندما أخرج من الأسر، بعد 40 عاماً، أن أرى وطني محرراً، كما نلت الحرية، أتمنى الحرية للجميع ولكل الأسرى، وأفضل هدية لشعبنا هدية الوفاق».
وأضاف في تصريحات للصحفيين، من أمام بيت شقيقه: «نتمنى أن تكون وسائل الإعلام هذه مساندة لكل الأسرى، وأن تكون شاهدة على تحرير الجميع في سجون الاحتلال»، وتابع أن «محاولات الاحتلال وسياسته لتنغيص فرحتنا لن تتم، رغم أن هناك سياسة عنجهية، ولكن هذا لا يمنع الفرحة، فلسطين مغروسة في قلوبنا وعلمها مرسوم في القلوب، وأي محاولات لإخراجه منا لن تنجح».