«نهرو» كرّمه «عبدالناصر» بإطلاق اسمه على شارع بمصر الجديدة
الزعيمان «نهرو» و«عبدالناصر»
شارع نهرو أحد أشهر شوارع منطقة مصر الجديدة، الذى يقع خلف حديقة المريلاند، وربما يتساءل كل من يمر هناك حول سبب تسمية الشارع باسم «نهرو» الذى يبدو على الفور أنه ليس اسماً عربياً، إذ إنه سمى كذلك نسبة لأحد أبرز زعماء الهند فى التاريخ الحديث وهو جواهر لال نهرو، أول رئيس للوزراء فى الهند، كما أنه يوصف بأنه مؤسس الهند الحديثة، وقدم العديد من الأفكار التى تشكل فلسفة لا تزال قائمة للدولة خصوصاً ما يتعلق بالسلام وتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد.
ولد «نهرو» فى 14 نوفمبر سنة 1889 لأسرة ثرية أرسلته للتعلم فى بريطانيا التى كانت تحتل البلاد وقتها، لكنه عندما عاد أبدى اهتماماً بالسياسة وخصوصاً ما يتعلق بمكافحة الاستعمار البريطانى، ليبرز اسمه خلال انتفاضات عام 1910، وبات وجهاً معروفاً حتى ترأس مجلس الشيوخ الهندى عام 1929 ووقتها عبر عن كل تطلعات الهنود حين طالب بالاستقلال التام عن بريطانيا، وهو ما قد كان عام 1947 لينتخب بعدها كأول رئيس لوزراء الهند المستقلة.
كانت المهمة الأولى والكبيرة أمامه الإشراف على عملية تحويل البلاد إلى نظام جمهورى مستقل، فقام بعديد من السياسات الإصلاحية اقتصادياً وسياسياً، إلا أنه اقترن فى سياسته الخارجية لدى المصريين والعرب وكثير من دول العالم الثالث بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لعبا معاً دوراً رئيسياً فى تأسيس حركة عدم الانحياز التى انعقد المؤتمر الأول لها فى بلجراد عام 1961، والتى رفضت الانحياز لأى من المعسكرين المتنازعين بعد الحرب العالمية الثانية أى الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الاسم أطلق على الشارع من قبل الرئيس جمال عبدالناصر كنوع من التكريم لرئيس الوزراء الهندى نهرو، فى إطار ما كان يمتلك هذا الرجل من مكانة سواء داخل دولته أو على صعيد العلاقات الخارجية وتحديداً العمل معاً فى حركة عدم الانحياز. وأضاف، لـ«الوطن»: «نهرو لعب دوراً رئيسياً فى تكوين حركة عدم الانحياز، التى تشكلت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية»، مشيراً أيضاً إلى إطلاق اسم الزعيم اليوغوسلافى جوزيف تيتو شريكهما فى عدم الانحياز على أحد الشوارع الرئيسية أيضاً.