مؤلف كتاب «غرف إدمان»: التعلق الشديد بالأشخاص والعمل قد يدمر الحياة
إدمان العمل
ينتشر اعتقاد بين البعض، بأن الإدمان يقتصر على تناول المواد المخدرة فقط، مما يؤدى إلى تعلق الإنسان بها بشكل يدمر حياته، لكن بحسب علم النفس، فإن الإدمان كمفهوم لا يقتصر على المواد المخدرة فقط، بل هناك أنواعا له، منها ما هو مادي، ومنها ما هو معنوي، مثل إدمان المرء لوجود أشياء أو أشخاص في حياته، وهو ما يؤثر بالسلب عليه، وقد يكون له آثارا سلبية، إن لم يدرك مبكرا تأثير تبعات إدمانه.
وشرح الدكتور محمود محمد علام، استشارى الإرشاد النفسي والأسري، ومؤلف كتاب «غرف إدمان»، فكرة أن هناك أنواعا للأدمان، بقوله: «هناك غرف للإدمان أولها السوشيال ميديا، ومنها إدمان التعلق بالأشخاص أو الإدمان العاطفي، ثم إدمان العمل، ثم النيكوتين، ثم إدمان الكذب».
وأوضح «علام» أي مواطن مصري أو عربي، لديه نوعا من هذه الأنواع، مشيرا إلى أن الجميع يتكلم عن إدمان المخدرات، لكن تلك الأشياء الأخرى لها تأثيرات سلبية أيضا على الإنسان، فهناك بعض الأشخاص الفقد أو التعلق العاطفي مميت بالنسبة لهم، خاصة عند فقد الأب أو الأم أو أحد الإخوة، أو حتى التعلق العاطفي بشخص من الجنس الآخر.
مسببات الإدمان
أضاف مؤلف كتاب «غرف إدمان»، في لقائه ببرنامج «صباح الورد»، على شاشة قناة «TeN» أن هناك مسببات للإدمان، منها لجوء الشخص لشيء آخر، بسبب بعده عن الأسرة، خاصة الأبناء أو الأطفال الذين يهجرهم الأهل ولا يحرصون على التقارب منهم، والبعض يدرك أن الأسرة مشغولة، بسبب توفير حياة كريمة له، لكن البعض ليس لديه الإدراك، فيصبح مدمنا لأي من تلك الأنواع، مؤكدا أن العلاج يبدأ من عودة دور الأسرة والسماع للأطفال والأبناء والحديث معهم، وعدم الانشغال فقط بالعمل، والتواصل مع الأبناء ومناقشتهم بشكل دوري.
إدمان العمل قد يكون مضرا للحياة
أشار استشارى الإرشاد النفسي والأسري، إلى أن هناك إدمان للعمل، وقد يكون مضرا للجوانب الحياتية الأخرى، مثل العاطفة أو الأسرة أو الصحة والصداقة، ويتمثل في أن يكون الشخص دائم التفكير بعقله، وينعكس عليه أيضا، في حياته العادية، فيفقد العاطفة ويفقد الروابط الأسرية والصداقة وغيرها، وقد يصل الأمر إلى ترك الأطفال، وقد يقودهم الأمر في النهاية لارتكاب جرائم، بسبب عدم التحاور معهم.