حكاية أم تجلس بجوار قبر أبنائها الأربعة منذ 33 عاما: ادفنوني معاهم
السيدة أم أيمن تجلس بجوار مقابر ابنائها
«هفضل جنبهم كده لحد أما أموت واندفن بجوارهم عشان أقابلهم»، هكذا تقول السيدة «أم أيمن» أو نادية عبد الحميد، تلك السيدة التي فقدت 4 من أبنائها في حريق بمنزلها قبل 33 عاما، في حي الغمراوي بمدينة بني سويف، ولا تزال تجلس أمام قبرهم بمقابر الشيخ رفعت بشرق النيل، لا تتوقف عن الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.
أم أيمن تجلس في مقابر الشيخ رفعت ببني سويف بجوار أبنائها
«هنا في مقابر الشيخ رفعت بشرق النيل في بني سويف، تجلس نادية عبد الحميد 75 عامًا وشهرتها أم أيمن، الجميع يعرفها جيدًا، وكأنها علامة من علامات المقابر، الصغير قبل الكبير يأتون إليها في أحد الأحواش المدفون بداخلها 4 من أبنائها، تجلس على بابه ويتجمع حولها الأطفال من سكان المقابر وأحفادها من ابنها الأكبر أيمن».
أم أيمن تستعيد ذكريات 33 عاما: روحي هنا
تقابل أم أيمن زوار المقابر في بني سويف وكأنها واحدة منهم: «أنا بنام هنام باليومين والثلاثة.. هنا الاطمئنان وروحي هنا» بكلمات بسيطة عبرت تلك السيدة عن ارتباطها بأبنائها الأربعة الذين فقدتهم في حريق بمنزل والدها «في بداية التسعينات كنت أعمل لدى طبيبة قريبة لي، وفوجئت بأحد أبنائي يدخل علي وبه آثار حروق في جسمه ويقول لي إحنا ولعنا».
«جالي ذهول من الموقف، جريت معاه ناحية بيتنا وفوجئت بأن حريق نشب بسبب تسريب أسطوانة بوتاجاز ثم اشتعال النيران من جار لنا صاحب فرشة للمأكولات، حيث مات 7 في الحريق منهم 4 من أبنائي، بعد نقلهم إلى المستشفى إلا أنهم توفوا الأربعة خلال ساعتين فقط وتم دفنهم في قبرين وبجنازة واحدة»، هكذا تحدثت أم أيمن.
أم أيمن تتحدث: «من وقتها وأنا أجلس هنا باليومين والثلاثة ثم أعود إلى الإقامة مع ابني الأكبر أيمن الذي نجا من الحادث لأنه كان يعمل في القاهرة وقت الحريق، والحمد لله ربنا بيقويني وصبرني على فراقهم ومستنية اليوم اللي هنزل فيه القبر معاهم لأني وصيت اندفن بجوارهم».
جيران أم أيمن: واحدة مننا
قالت إحسان محمود، إحدى ساكنات منطقة الشيخ رفعت: «والله أنا كبرت وجدت أم أيمن معانا هنا، كنت طفلة وألاحظ تواجدها بيننا، ولما كبرت شوية عرفت بقصتها ووجدتها تقيم وتبات بجوار قبر أولادها.
وأضاف أم أشرف إحدى جيرانها: «أم ايمن سيدة طيبة علطول معانا هنا من وقت وفاة ولادها، ربنا يصبرها ويقويها، بتراعي الحوش المدفون فيها أبنائها وبتبات معاهم، عرفنا بقصتها منذ فترة طويلة وكلنا بنساعدها لو احتاجات حاجة».