«انشد يا قلبي غنوتك للجمال وارقص في صدري من اليمين للشمال من بعيد تفضل لبكرة سعيد، ده كل يوم فيه ألف ألف احتمال»، بهذه الرباعية لخص صلاح شاهين جمال مقهى «جروبي» الشهير، الذي حفر اسمه في التاريخ هو وصاحبه «جاكومو جروبي» الذي ترك خلفه هذا المكان العريق صامدًا حتى عامنا هذا منذ عام 1891.
جاكومو جروبي الذي ولد في كانتون تيتشينو جنوبي سويسرا عام 1863، وتعلم صناعة الحلويات في لوجانو ومرسيليا، جاء إلى مصر بسبب النمو الاقتصادي الذي كان مفتاح دخوله إليها، والبدء في مغامرته المهنية، بعد افتتاح قناة السويس، وانضم إلى عائلته بمصر، بحسب ما ذكر في فيلم وثائقي عرض له على التلفزيون السويسري تحت عنوان «رحلة نجاح جاكومو جروبي»، وتنشر «الوطن» خلال شهر رمضان، عن شخصيات اقتصادية أثرت في تاريخ مصر.
وفي بدايات القرن العشرين عاد جاكومو جروبي إلى بلده لحبه الشديد والحنين لها، ولكن سرعان ما خسر ثروته ما جعله يعود مرة أخرى إلى مصر وفتح «جروبي» في الإسكندرية عام 1890، ثم قرر بيعه بعد فترة.
رحلة نجاح جاكومو جروبي
وذهب جاكومو إلى القاهرة وافتتح جروبي، وحصل على شهرة واسعة بسبب منتجاته المختلفة بين القهوة والحلويات من «المارون جلاسيه» و«الميل في» و«الإكلير» وكان هو أول من أدخل «الآيس كريم» إلى مصر، بحسب الفيلم.
وكان زبائن «جروبي» الذي يمتلك أكثر من فرع، من السياسيين والمثقفين ورموز المجتمع وكبار الدولة والفنانين ومر بالكثير من الحقب السياسية والاجتماعية من الحرب العالمية الأولى وحريق القاهرة وثورة 1952 وما بعدها، وكان مكانًا يضم الحفلات الثقافية والموسيقية.
أشهر عملاء «جروبي»
ومن أبرز زبائن جروبي كان الملك فاروق الذي اعتاد على تناول قهوته في جروبي، وكان يهدي الملوك من شوكولاتة جروبي الشهيرة والمميزة، وظهر المكان في العديد من أفلام الزمن الجميل.
و في عام 1926، عاد مؤسس جروبي إلى موطنه الأصلي، وترك إدارة أعماله إلى ابنه أكيللي الذي عمل على تطوير المكان.
تعليقات الفيسبوك