قصة مسجد أبو الدرداء بالإسكندرية.. تغيير سير الترام إكراما لـ«صاحب المقام»

مقام أبو الدرداء في الإسكندرية
في إحدى شوارع منطقة المنشية الشهيرة في الإسكندرية، تجد مسجداً يتوسط الشارع، وكأنه محور الحياة في ذلك المكان، وهي الحقيقة الفعلية، لما لا وهو مقام أبو الدرداء أو ما يعرف شعبيا بمسمى «أبو الدردار» ذلك الولي الذي يتهافت إليه أبناء المدينة الساحلية لنيل بركاته، لما أحيط بقصته من أساطير عدة، أبرزها تغيير خط مسار الترام إكراما لصاحب المقام.
ذلك المقام مربع الشكل تتباين ألوانه ما بين الأبيض والأخضر، أنشأ في عصر الدولة الايوبية في مصر، يقع في منطقة المنشية وسط الإسكندرية، ينقسم إلى قسمين شرقي وغربي، ويتقدم الممر من طرفيها عقد كبير نصف دائرى يرتكز على عمودين ملتصقين من الرخام المجزع، وينقسم كل من القسمين الشرقي والغربي بكل من المقاصير الأربعة مقبرة مسماة باسم أبي الدرداء وأولاده وأحفاده وأصحابه.
من هو أبو الدرداء؟
وتقول الدكتورة رضوى زكي، باحثة في الحضارة والعمارة الإسلامية، إن أبا الدرداء أو ما يعرف شعبيا بإسم أبو الدردار، هو صحابي حضر فتح الإسكندرية رفقة عمرو بن العاص ويدعى عمير بن عامر و شهرته أبو الدرداء نسبة إلى ابنته ويعني اسم الطفلة التي وقعت على أسنانها.
وأضافت زكي لـ«الوطن»، أن البعض يسمي مكانه بمسمى «الضريح» إلا أن حقيقة الأمر هو «مقام» كون أن من شروط الضريح أن يتواجد به جثمان الشخص وهو أمر غير متحقق فيما يخص أبو الدرداء الذي توفي خارج الإسكندرية.
قصص شهيرة عن بركات أبو الدرداء
وأشارت إلى أن أبرز القصص الشهيرة التي تحيط بكرامات ذلك المقام أنه حينما أراد الأمير عمر طوسون بناء الطرق وشقّها بالمدينة استعان بالمهندسين الأجانب لرسم خطوط الترام واستقدام عرباته لتشق طرقات المدينة، فأشار مهندس إلى الضريح بيديه لإزالته حتى يُكمل الترام طريقه المرسوم، يقول الناس إن يد المهندس لم تعود للحركة أبدًا فأصيبت بالشلل، وحينما سمع الأمير عمر طوسون بالواقعة صمم على عدم نقل الضريح أبدًا.
وأوضحت أن واقع الأمر قد يشير إلى صدقها حيث تغير مسار الترام بالفعل حيث يتواجد بين مساري ترام، لافتة إلى أن الأمير قد استعان بالمهندسين لبناء بناء فخم يليق بالضريح، ليظل حتى يومنا الحالي ضريح يتوسط الشارع، ويدور من حوله الترام كآية شاهدة على كرامات صاحب الضريح.
دور أبو الدرداء في الحرب العالمية الثانية
ولفتت إلى أن من أكثر القصص تداولا عن كرامات صاحب المقام أنه أثناء الهجوم والقصف الجوي الألماني من الفيلق الإفريقي بقيادة روميل على الإسكندرية عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، فإن أبا الدرداء قام من مرقده وأخذ القنابل المتساقطة ليلقيها بعيدًا في الغيط الصعيدي القريب منه وكان أرضا زراعية قبلي المحمودية الحالية، مشيرة إلى أنها تعد القصة الأشهر المتداولة عن هذا المقام الشهير في الإسكندرية.