«التكية الخلوتية» بكفر الشيخ.. أنشئت في القرن الـ11 هجريا وعمرها 44 سنة
التكية الخلوتية
قبل سنوات، كانت «التكية الخلوتية» في كفر الشيخ وبالتحديد مدينة فوه، تحتضن طقوس وعبادات الطرق الصوفية، يتوافد عليها المئات من المُريدين لإقامة حلقات الذِكر الخاصة بهم، وترديد الأناشيد الدينية، كما أنّها كانت مأوى لعابري السبيل والغرباء والفقراء.
قصة إنشاء «التكية الخلوتية»
«التكية الخلوتية»، أسسها الشيخ «عطية ريحان»، الذى سُمى شارع «ريحان» بالقاهرة باسم والده، وأُنشئت في القرن الحادي عشر الهجري وبالتحديد في عام 1000هـ - 1591م، وهى مُقامة على مساحة 200م2، وتقع بميدان «سوق الجمعة» في مواجهة الجامع العمرى الشهير بـ«البرلسي».
وبمُجرد دخول البوابة الرئيسية للتكية توجد ساحة كبيرة خالية بجوارها ضريح الشيخ «عطية»، الذي نُقلت رفاته إلى مقابر المسلمين وقت تجديده في التسعينات، وتتكون التكية من طابقين أحدهما استُخدم كدورات مياه والأخرى كمُصلى، ما يُشبه دار تحفيظ القرآن.
وللتكية واجهتان هما الشمالية والغربية الرئيسية، والشمالية يُفتح من جهتها نافذة خشبية مُستطيلة، يليها جهة الغرب وبها واجهة القُبة ويُفتح بها دخلة معقودة بعقد ثلاثي مدائني، زُخرفت واجهته بالطوب المنجور ويتصدر الدخلة فتحة نافذة مُستطيلة، يليها من جهة الغرب نافذة خشبية مُستطيلة، والغربية من الواجهة يوجد باب صغير يُمكن الوصول إليه من خلال درجتي سلم وهذا الباب يؤدي إلى إحدى الغرف داخل التكية، أما الواجهة الغربية الرئيسية، فيُفتح بها 10 نوافذ على مُستويين أفقيين العلوى من 5 نوافذ مُستطيلة للطابق الثاني والسفلي من 5 نوافذ مُربعة للطابق الأول، وبهذه الواجهة مدخل التكية وهو عبارة عن كُتلة بارزة قليلاً عن سمت الجدار وهو مُتوج بعقد ثلاثي مدائني وواجهته مُزخرفة ويكتنف حجره مكسلتان ويُغلق عليه مصراعان من الخشب.
وفي الداخل، يجد الزائر أن مدخل التكية يمتد إلى باحة طويلة تُقسم المبنى إلى جزأين، ففي اليمين بالطابق الأرضي دورة للمياه وميضأة يعلوها في الطابق الثاني مُصلى وحُجرة لتحفيظ القرآن الكريم، والمُصلى به محراب صغير خالٍ من أي زخرفة، وإلى الجانب الأيسر بالدور الأرضي مجموعة حُجرات في صف واحد كانت تُستخدم لإقامة المشايخ والوافدين إلى مدينة فوه من مُنتسبي «الطريقة الخلوتية»، ويُمكن الصعود للدور الثاني بسلم بُني بالطوب يؤدى إلى حُجرتين كانتا تُستخدم لتجميع المشايخ والدراويش وحلقات للفقهاء ورواة الحديث، وغيرهم.
يتوافد الكثير من الوفود السياحية لزيارة «التكية الخلوتية» وغيرها من المعالم الأثرية الإسلامية القديمة التي تتمتع بها مدينة فوه، والتي تُعد من أقدم المدن الأثرية، كما أنَّها المدينة الثالثة للآثار الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، والرابعة على مستوى العالم، ويصل عدد المساجد بها إلى نحو 365 مسجداً أثرياً وقُبةً ومزاراً، فضلاً عن احتوائها على عدد من التكيات والمنازل القديمة.
باحثة أثرية: «التكية الخلوتية» تخطى عُمرها 444 عاماً
ومن جهتها، أكّدت الباحثة الأثرية الدكتورة عزة شحاتة، لـ«الوطن»، إنَّ «التكية الخلوتية» تُعد من أهم المواقع الأثرية بمدينة فوه، وتخطى عُمرها 444 عاماً، مشيرةً إلى ضرورة تحويل فوه إلى مدينة ذات طابع خاص، على غرار ما تمّ بمدينة رشيد، للحفاظ على التراث والطابع المميز لها، إلى جانب إقامة منشآت فندقية، وخدمية، وتحسين شبكة الطرق الداخلية والمؤدية إلى المدينة، واستغلال الموقع الفريد لمدينة فوه التي تطل على نهر النيل مباشرةً في جذب السائحين المصريين والأجانب.