على باب المقام.. زيارات لا تتوقف إلى قبة الإمام الشافعي والخير في كل مكان
مسلسل رسالة الإمام الشافعي
قدمت الشركة المتحدة نموذج فريد من الدراما من خلال مسلسل رسالة الامام الشافعي، لاقت تفاعلا واسعاً من الجمهور فور عرض أولى حلقات المسلسل، وهو ما رصدته «الوطن» في محيط ضريح الإمام الشافعي، الذي يعد ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وقدم في مصر تجربة فريدة في التجديد الديني ومراعاة ظروف الزمان والمكان، فسلط المسلسل الضوء على حياة الإمام الشافعي كاشفا عن الوجوه الأخرى له فكان شاعرا، وعمل في أكثر من مجال منها القضاء والشعر فأصبح في أصول الفقه مؤسسًا، وفي علم الحديث إمامًا، وفي باب الاجتهاد صاحب مذهب، عمل في القضاء، ونظّم الشعر، وارتحل بين البلاد يأخذ العلم ويعطيه، حتى قيل فيه: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».
مسجد الإمام الشافعي
زيارات مسجد وقبة الإمام الشافعي لا تنتهي، خاصة بعد الترميمات الأخيرة التي تمكنت من جذب أنظار وإعجاب العديد من الزائريين، وعرض مسلسل رسالة الأمام، الذي حقق نجاحا ساحقا، وقال محمد سليم، أحد زوار الإمام الشافعي لـ«الوطن» أن الفترة الأخيرة قبل البدء في عمليات الترميم والصيانة كانت زيارة الضريح والمسجد أمر صعب بسبب المياه التي غمرت المكان، والآن أصبح مهيئا للزيارة والتجول بين داخل القبة والمسجد دون عائق.
ضريح الإمام الشافعي
وأمام القبة الضريحية للإمام الشافعي، وجود أحمد التيجاني، عضو اتحاد الأثريين المصريين وعضو نقابة السياحيين المصريين، يزور القبة برفقة وفد من طلاب الجامعة يشرح لهم عن المكان والذي أوضح لـ«الوطن» أن قبل البدء في الترميم الأخير، تعرض المكان لأكثر من هبوط أرضي بين صحن المسجد الداخلي وجدار القبة الخارجين ومن هنا تقدم صندوق السفارات الفرنسي وصندوق السفارات الأمريكي بطلب ترميم بالتعاون مع مؤسسة مجاورة ومؤسسة أثر لنا وبدأ العمل في القبة، وتوجه بالشكر للجهات التي شاركت في عملية الترميم على جهودهم التي أعادت للقبة بريقها الأولي.
ترميم مسجد الإمام الشافعي
ولفت إلى أن القبة شهدت العديد من عمليات الترميم المختلفة منذ إنشاءها، اما المسجد فنال على النصيب الأكبر من الترميمات على مر العصور، في البداية كان عبارة ن مدرسة تسمى «الخوشداشية» أو «المدرسة الصالحية» - نسبة لصلاح الدين الأيوبي - كان يُدرغس بداخلها المذاهب السنية، وبعد هذه الفترة أصبح المسجد مكان خرب أما القبة فحافظت على هيبتها كمزار أثري مهم، إلى عصر الخديوي توفيق الذي بدأ العمل على إصلاح المسجد وتعديل القبة الداخلية، حيث كان هناك انحراف في القبلة بالمسجد والقبة منذ العصر الأيوبي وتمكن توفيق من تعديله، وقام عباس حلمي الثاني ببناء مأذنة المسجد والمنبر الداخلي وشرفات المسجد النحاسية.
وقال التيجاني: «أما الترميم الأخير فكان بديع وأضاف الكثير وأصبح لأثر صالح للزيارة وتأمله، وكانت خطوة مطلوبة ومهمة جدا لمكانة الإمام الشافعي، فهو واحد من أمة المذاهب الـ4 ومكانته كبيرة على مستوى العالم الإسلامي، فضلا عن الرواج السياحي للمنطقة»، وأضاف: «أيضا قاموا بعمل حفائر كشفت عن الضريح الأصلي للإمام الشافعي الذي يعود للعصر الفاطمي، تم بناءه في عصر الإمام الشافعي، بالإضافة أيضا إلى اكتشاف بعض الأدوات الفخارية».
القبة الضريحية لمسجد الإمام الشافعي
وتعد قبة القبة الضريحية من أبرز معالم مسجد الإمام الشافعي، ووفقا لما كُتب على اللوحات الإرشادية داخل ضريح الإمام الشافعي، أن القبة شيدها الملك الكامل محمد بن أيوب عام 1211م، وقام الخديوي توفيق بتأسيس مدخل القبة وجناح غداري مرفق به عام 92-1891 ضمن أعمال بناء المسجد، وبه عدد من العناصر المعمارية ترجع لعصور سابقة منها الكسوة والبوابة الرخام.
قبة الإمام الشافعي خشبية مكسوة برصاص من الخارج ورخام من الداخل، وتتميز عن غيرها بوجود رمز السفينة على قمتها، ويعلوها الهلال، والبعض يقول أن رمز السفينة يعود إلى وصف الإمام الشافعي ببحرمن العلم، والبعض الآخر يقول أنها ترمز إلى كونه رحالة وكثير السفر بين الدول المختلفة، ومن جمله الشهيرة: "سافر تجد عوضا عن من تفارق"، في حين يقول آخرون أن في الماضي كانت تستعمل كوعاء يتم وضع الحبوب داخله لتأكل منها الطيور.
ويقع تحت القبة عدد من الأضرحة بجانب ضريح الإمام الشافعي، وهم ضريح والدة السلطان الكامل محمد، بنو عبد الحكم، قبر غير معلوم صاحبه يعرف حاليا على أنه قبر الكامل محمد وهو غير مدفون بمصر، وفقا لما هو موجود على اللوحة التوضيحية عند مدخل القبة.