«رحلات نيلية وسينما».. خروجات أساسية للشباب
تنتظر العائلات والأسر المصرية الأعياد للتجمع والخروج فى نزهات جماعية، تعطى شعوراً بأجواء ولمة العيد، إذ تفضل بعض الأسر اصطحاب أبنائهم والخروج إلى إحدى الحدائق العامة باكراً، لتناول وجبة الرنجة والفسيخ المفضلة سوياً ثم قضاء وقت فى اللعب والحديث، والبعض الآخر يفضل أن تكون خروجة العيد مساء مع أفراد أهله أو أصدقائه فى أحد المولات لقضاء وقت ممتع، ينتهى بدخول فيلم عُرض حديثاً فى السينمات، ويحب آخرون أن تقتصر الخروجة على التمشية ليلاً على كورنيش النيل مع الأشخاص المقربين أو الخروج فى نزهة نيلية.
يقول أحمد حسن، 20 عاماً، إنه اعتاد منذ عدة سنوات قضاء أول يوم العيد مع أصدقائه، إذ يجتمعون بعد صلاة عيد الفطر لتناول الفطور فى منزل أحدهم، ثم الانطلاق للتنزه فى أحد مولات وسط البلد، موضحاً: «بنحب ندخل سينما مع بعض.. والسنة دى هندخل فيلم محمد رمضان هارلى»، كما يعتاد حسن الخروج مع عائلته فى رحلة نيلية فى ليالى العيد حتى ينعموا بأجواء اللمة والعيد معاً، معتبراً أن لكل لمة سواء مع أصدقائه أو أهله وجيرانه مذاقاً مختلفاً.
أما خروجة العيد لمروة عماد، 37 سنة، فتقتصر عليها هى وابنيها الصغيرين صاحبى الـ 5 والـ 7 سنوات، معتبرة حديقة الحيوان هى المكان المفضل لديهم، حيث يتهافتون إلى زيارتها فى كل عيد أو مناسبة للتعرف على الحيوانات وأخذ الصور التذكارية معها، فضلاً عن قيامهم بإطعام الحيوانات، وأضافت مروة: «بننتهز فرصة زيارة حديقة الحيوان علشان أفهم ولادى طبيعة كل حيوان والأكل المفضل ليها، فبتكون خروجة ممتعة وفى نفس الوقت فيها معلومات مفيدة ليهم».
«سعد»: قررت أفرح ولادى بيوم مختلف فى «أفريكانو بارك».. وبنتجمع على أكلة الرنجة والفسيخ
وقررت منى سعد، صاحبة الـ 42 عاماً، أن تقضى يوماً مختلفاً فى العيد، إذ اتفقت هى ومجموعة من صديقاتها فى العمل على اصطحاب أبنائهن فى ثانى أيام العيد إلى حديقة أفريكانو، الواقعة فى طريق مصر إسكندرية الصحراوى، لإدخال البهجة على نفوسهم جميعاً من خلال أنشطة الرحلة التى تتنوع ما بين دخول بيت الطيور، الذى يحتوى على أنواع نادرة من الببغاوات، ومشاهدة أنواع عديدة من الحيوانات والزواحف، فضلاً عن القيام برحلة سفارى، ورحلة نهرية: «بقالنا كتير مضغوطين فى المدارس والشغل.. حبينا نتلم ونفرح نفسنا بيوم مختلف»، وقالت إنها تجتمع فى يوم آخر مع أبنائها وأهلها فى إحدى الحدائق العامة للاستمتاع بالجو وتناول الرنجة والفسيخ كطقس دائم مرتبط بعيد الفطر.
«عبدالرحمن»: خروجة السينما هى طقس العيد بالنسبة لى أنا وولادى
ويفضل وليد عبدالرحمن، 45 عاماً، الخروج فى العيد ليلاً، إذ يقضى هو وعائلته وقت الصباح فى المنزل، يقومون خلاله بتناول الكعك والبسكويت، واللمة حول التلفاز لمشاهدة مسرحيات العيد المفضلة كـمسرحية العيال كبرت والمتزوجون، بالإضافة إلى معايدة الأقارب والأهل من خلال إجراء المكالمات الهاتفية، ومن ثم يتناولون وجبة الغداء التى عادة ما تكون أسماك الرنجة والفسيخ، لينطلقوا بعد ذلك فى نزهة ليلية للتمشية على كورنيش النيل، ودخول أحد الأفلام المعروضة فى السينما: «ولادى متعودين كل عيد يدخلوا فيلم كوميدى ومحتارين السنة دى بين فيلم ابن الحاج أحمد أو مغامرات كوكو».
«على الشاطئ».. رحلات التخييم لها طعم تانى
الاستمتاع بمياه البحر ومشاهدة المناظر الطبيعية وإقامة حفلات الشواء، هو ما خطط له مجموعة من الشباب والبنات لقضاء عيد الفطر بشكل مختلف، إذ كانت مدينة مرسى علم التابعة لمحافظة البحر الأحمر هى المستهدفة لتخييم محمد جبر وأصدقائه على شاطئها طوال أيام العيد، بالإضافة إلى القيام بمجموعة من الأنشطة الأخرى، المتمثلة فى الرحلات البحرية وزيارة بحيرة النيزك وغيرها من الأماكن الساحرة التى تتميز بها مرسى علم.
«جبر» ينظم رحلة تخييم بمرسى علم: ترويج للسياحة البيئية واستمتاع بأجواء الطبيعة
«لمتنا السنة دى مختلفة فى العيد.. حبينا نعمل حاجة جديدة وننفصل شوية عن الضغوط اللى بنقابلها فى حياتنا»، وفقاً لما قاله المهندس العشرينى محمد جبر، منظم الرحلة لـ«الوطن»، فبمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك، قرر هو وأصدقاؤه تنظيم رحلة سفر لقضاء عيد الفطر على شاطئ مرسى علم، للاستمتاع بجمال الطبيعة وزيارة الأماكن السياحية التى تتميز بها كمحمية وادى الجمال، ومنطقة القلعان.
ولرغبة هؤلاء الشباب فى الشعور بقدر كبير من الحرية، قرروا أن تكون إقامتهم فى أحد المخيمات بدلاً من الفنادق، وذلك عن طريق عمل التصاريح اللازمة ومن ثم نصب الخيام على البحر مباشرة، وأضاف جبر: «أنا متعود أخيم من 4 سنين وبحب أنظم رحلات تخييم لأصحابى ومعارفى خاصة فى المناسبات والأعياد»، رغبة منه فى الترويج للسياحة البيئية، بجانب الاستمتاع هو والمسافرين بأجواء الطبيعة.
«أول ما بنوصل الكامب فى مرسى علم بنخيم على البحر ونبدأ برنامج الرحلة»، حسب حديث جبر، موضحاً أن زيارة محمية وادى الجمال تأتى على رأس البرنامج، لأنها ثانى أكبر المحميات الطبيعية وأجملها فى البحر الأحمر، ومن ثم يتم تنظيم جولة لزيارة بحيرة النيزك التى تتسم بالمياه الفيروزية وتعتبر من أجمل المزارات الطبيعية، كما يتم تنظيم رحلات لمنطقة القلعان لمشاهدة شجر المانجروف وشرب القهوة الخاصة بالسكان المحليين، بالإضافة إلى تنظيم رحلات بحرية لشاطئ أبودباب، الذى يمكن فيه ممارسة رياضة سنوركلنج، وكذلك مشاهدة الكائنات البحرية التى يتميز بها الشاطئ كالسلاحف وحيوان الدوجنج البحرى.
ومن الرحلات الأخرى التى يستهدفها الشباب فى مرسى علم زيارة محمية صمداى، التى يمكن خلالها السباحة مع الدلافين ومشاهدة الشعاب المرجانية والكائنات البحرية المختلفة، وأضاف جبر أنه بجانب ذلك تتم إقامة حفلات شواء فى المساء على الشاطئ للاستمتاع بتناول الطعام أمام البحر فى أجواء ساحرة، تجعلك تشعر بقدر كبير من الطاقة والحيوية والسلام الداخلى.
«اللمة فى الغربة».. «الطوخى» يجمع الأحباب لنقش الكعك والبسكويت فى فنلندا
لم تمنع الغربة المصريين فى فنلندا من اللمة والاحتفال بعيد الفطر المبارك، وذلك من خلال تنظيم الستينى صلاح الطوخى، مغترب فى فنلندا، فعالية كبيرة فى إحدى المؤسسات الاجتماعية بمدينة هلسنكى، يقوم فيها الأطفال والكبار بتحضير المقادير اللازمة لنقش الكعك والبسكويت، ورصها فى الصوانى ومن ثم تسويتها فى أجواء احتفالية تملؤها مشاعر الونس والألفة التى يشتاقون إليها دوماً فى غربتهم.
«الطوخى»: «جاءتنى الفكرة نتيجة الغربة وافتقادى لمشاعر اللمة والعائلة فى المناسبات»
«حبيت أجمع المصريين علشان نعمل الكعك والبسكويت سوا ونحس بجو العيد واللمة المحرومين منه فى الغربة»، وفقاً لما قاله «الطوخى» فى حديثه لـ«الوطن»، إذ جاءته تلك الفكرة نتيجة معاناته من الغربة منذ أكثر من 35 عاماً، وافتقاده لمشاعر اللمة والعائلة فى المناسبات وسط أهله وأصدقائه فى مصر، موضحاً أنه أول من أسس سلسلة مطاعم مصرية شرقية فى فنلندا لعمل الأكلات المصرية، كالكشرى والفول المدمس، والملوخية وطواجن البامية وغيرها، حسب قوله.
بعد عرض صلاح الطوخى الفكرة على صديقه محمود غنيم، المقيم فى فنلندا، ويعمل فى مؤسسة اجتماعية، تم تنظيم الفعالية فى مطبخ المؤسسة الذى استقبل أعداداً كبيرة من المصريين، الذين اصطفوا فى بهجة حول الطاولات الكبيرة للقيام بالعجين، والبدء فى عمل الكحك والبسكويت والبيتيفور، وأوضح الطوخى، قائلاً: «اليوم كان ناجح جداً.. الناس كلها كانت مبسوطة وحاسة إنها وسط أهلها فى مصر».
سعادة وألفة كبيرة عاشها المصريون منذ قدومهم بالمقادير المطلوبة كالسمن وريحة الكحك والدقيق، ومن ثم توزيع المهام فيما بينهم، بداية من العجين، ونقش الكحك والبسكويت، حتى تهيئة الصوانى لدخول الفرن، ما جعل الجميع يشعر وكأنه انتقل فى برهة من الزمن إلى أحد المطابخ فى بيت الأجداد والجدات، ليكون نتاج اليوم هو إنتاج كميات كبيرة من الكحك ذى النكهة المصرية الخالصة: «فرحنا إننا قدرنا نتلم فى الغربة ونسجل ذكريات حلوة فى مناسبة زى عيد الفطر».
وعن طقوس العيد التى يقوم بها المصريون المغتربون فى فنلندا، يقول الطوخى إن العائلات تستيقظ فى الصباح الباكر لأداء صلاة العيد، ليقوموا بعد ذلك بالتجمع فى حديقة المنزل لتناول الكحك والبسكويت مع المشروب المفضل، وفى منتصف اليوم تذهب الأسر فى رحلة لإحدى الغابات للقيام بالشواء وتناول الغداء، ثم العودة مساء والبحث عن قنوات التليفزيون المصرية التى تعرض الأفلام والمسرحيات القديمة المرتبطة بأجواء العيد.
ماراثون الـ «100 كتاب».. مسابقات ثقافية وهدايا للقراء احتفالاً بالعيد
«ماراثون فرحة عيد الفطر».. هو حدث مبهج يعيشه أعضاء مجموعة «فنجان قهوة وكتاب» على موقع «فيس بوك»، منذ يوم 20 رمضان الماضى، والذى نُظمت خلاله مسابقات ثقافية للقراء، بهدف توزيع هدايا وعيديات على الفائزين فى عيد الفطر، تتمثل فى مجموعة من الكتب المتنوعة ما بين الروايات والأشعار والترجمات وغيرها، ليعيش بذلك القراء عيداً مختلفاً يمارسون خلاله هواية القراءة المفضلة إليهم.
«نظمنا مارثوان الفرحة علشان نسعد القراء بالطريقة اللى بيحبوها فى العيد»، وفقاً لما قالته شريهان عطية، مؤسسة مجموعة «فنجان قهوة وكتاب» لـ«الوطن»، إذ اتفقت منذ تأسيسها الجروب فى عام 2020 مع مجموعة من الكتاب على تنظيم مسابقات ثقافية فى رمضان، يتم خلالها توزيع الكتب على القراء الفائزين فى العيد، ومن ثم إقامة لقاءات ثقافية «أونلاين» للنقاش وإبداء الرأى حول الكتب والروايات التى تم تسليمها كهدايا وعيديات.
على مدار 10 أيام قبل عيد الفطر المبارك، يجتمع القراء فى لقاءات ونقاشات ثقافية، رغبة منهم فى الفوز بعيدية عيد الفطر، إذ أوضحت شريهان: «عدد المشتركين والمتفاعلين بيكون كبير جداً علشان كده بنعمل قرعة والفائز بنشحنله الكتب لحد البيت»، ونتيجة اختلاف اهتمامات القراء وأذواقهم فى القراءة، يتم توزيع كتب متنوعة تتوافق مع مختلف الأذواق، فالبعض يفضل الروايات الأدبية التى تثرى خياله، والبعض الآخر يستهدف الفوز بالكتب العلمية التى تزيده معرفة فى موضوع ما، وآخرون يحبون كتب الأشعار والقصص القصيرة.
15 كاتباً شاركوا فى ماراثون الفرحة لإسعاد القراء وإدخال البهجة عليهم فى عيد الفطر، حسب ما قالت شريهان، إذ شارك كل كاتب منهم بعدد من النسخ التى تراوحت ما بين الـ 3 والـ10 نسخ، ومنهم الشاعر أحمد الشهاوى، الذى شارك بـ 10 نسخ من مؤلفاته، والكاتبة إيناس حليم التى وزعت 5 نسخ من أحدث رواية لها وهى «حكاية السيدة التى سقطت فى الحفرة»، كما ساهم الكاتب الشاب عبدالرحمن حجاج بـ4 نسخ من روايته «السكان الأصليين للقلب»، وشاركت كذلك الكاتبة مى التلمسانى بـ5 نسخ من أحدث رواياتها «أكابيللا»: «وزعنا أكتر من 100 كتاب.. عرفنا نفرح بعض ونحلى لمتنا بالقراءة».