أهالي سيناء: زمن التكفيريين انتهى و«بلدنا رجعت لنا».. ونحن شهود عيان على دحر الإرهاب وانطلاق التنمية
أهالي سيناء.. مساهم رئيسي في القضاء على الإرهاب.. وشهود عيان على تنمية أرض الفيروز
بعد 12 عاماً عاشها أهالى شمال سيناء بين طلقات الرصاص ليلاً ونهاراً نجحت القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب ودحره وعودة الحياة إلى طبيعتها فى جميع مدن وقرى المحافظة بالتزامن مع عيد تحرير سيناء.
أهالى سيناء شهود على مرحلتى الإرهاب والتنمية، والآن يعيش المواطنون حياة هادئة، يتنقلون بين الأسواق والشوارع بعد فتحها بشكل كامل أمام حركتهم، وعادت الحياة تدب على شواطئ العريش من جديد، مع اقتراب فصل الصيف.
«أبوعكر»: التخطيط والتطوير مستمران
الشيخ عارف أبوعكر، أحد وجهاء سيناء، أكد أن الطريق الدائرى المحورى الذى يمتد من بوابة الشيخ زويد حتى معبر رفح وطريق رفح الجديدة، من جنوب المدن والقرى، اختصر الطريق الدولى، ليُقلل مدة السفر إلى أكثر من ساعة ونصف تقريباً.
وقال «أبوعكر»: «هناك تخطيط وتطوير يتم فى شمال سيناء بالكامل، وهذا الذى كنا نتمناه منذ سنين، ولم يتحقق إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وانتهى زمن التكفيريين وبلدنا رجعت لينا».
«رفاعي»: أخطط للعودة إلى رفح بعد القضاء على طيور الظلام
وقال سالم رفاعى، أحد أهالى مدينة رفح، إن العمليات الإرهابية طالت كل منزل فى المدينة على مدار الأعوام الماضية، لاتباع الإرهابيين سياسة الأرض المحروقة مع الأهالى، خاصة غير المتعاونين معهم فى الإرشاد عن معلومات عن تحركات القوات المسلحة.
وتابع: «اضطررت لترك منزلى فى رفح، واستأجرت منزلاً آخر فى مدينة القنطرة شرق، بالقرب من أولاد أعمامى، وخلال زيارتى لمنزلى فى رفح فى إحدى المرات، أخبرنى الجيران بأن الإرهابيين خربوا عدداً من المنازل، بينها منزلى باستخدام الديناميت، أملاً فى عدم عودتنا واستخدامهم المنازل ملاذاً لهم»، مؤكداً أنه يخطط للعودة إلى رفح من جديد خلال الأشهر القليلة القادمة بعد القضاء على الإرهاب بشكل كامل وتشييد مدينة رفح الجديدة ومدارس ومجتمعات عمرانية جديدة.
وأضاف: «أصحاب أولادى كلهم هناك، وهم متعلقون برفح، وكل فترة يسألنى أولادى متى نعود إلى ديارنا، وحان الوقت لأن نُخطط للعودة وتعمير شمال سيناء من جديد والاحتفال بدحر قوى الظلام».
«سليمان»: أتمنى إكمال حياتي في الشيخ زويد
وقال محمد سليمان، مدرس فى مدينة الشيخ زويد، إن المدارس تعرّضت لهجمات متتالية من الجماعات التكفيرية على مدار السنوات الماضية، خاصة فى قرى الشيخ زويد ورفح.
وتابع: «هناك مدارس تدمّرت بالكامل، وكانت تحتاج إلى إعادة تشييد، ونجحت القوات المسلحة فى إعادتها مرة أخرى، وهناك مدارس كانت تحتاج إلى صيانة بسبب التخريب الذى طالها»، مشيراً إلى أن العام الدراسى الجديد المقبل سيشهد افتتاح مدارس جديدة بعد تطويرها ورفع كفاءتها.
وقال «سليمان»: «الجماعات التكفيرية كانت تلجأ للاختباء أحياناً فى المدارس، ودارت معارك شرسة مع القوات المسلحة بعد إبلاغ الأهالى عنهم، وهو ما جعلهم يستهدفون منازل المدنيين أيضاً فى محاولة لعقابهم».
وأوضح أنه وُلد فى شمال سيناء، وعاش مع والده لسنوات قبل أن ينتقلوا إلى محافظة الشرقية، إلا أنه فور انتهاء دراسته الجامعية تم تعيينه مدرساً بإحدى مدارس العريش، وانتقل بعدها إلى محل مولده فى مدينة الشيخ زويد.
وتابع: «أتمنى أن أكمل حياتى هنا فى الشيخ زويد، حيث وُلدت، فأنا حضرت العمليات الإرهابية منذ بدايتها فى 2014 وشاهدت كيف دافع وقاوم رجال القوات المسلحة وأهالى سيناء عن هذه الأرض وسنُكمل مشوار التعمير من جديد». وأكد أن المواطنين الآن يتحرّكون فى جميع ربوع شمال سيناء بكل حرية، وعاد المواطنون إلى الشواطئ ليلاً ونهاراً فى مدينة العريش دون خوف أو ترهيب، فقبل سنوات لم يكن أى مواطن يستطيع الظهور فقط على شاطئ العريش.
وقال الشيخ سلام أبوالعراج، أحد شيوخ العرارجة جنوب الشيخ زويد، إن قرية أبوالعراج شهدت بداية التنمية الحقيقية، بعد أن كانت سابقاً فى طى النسيان، مشيراً إلى أنه تم تشييد المدرسة مجدداً من حيث الترميم، وفتح الوحدة الصحية، وبناء ما يقرب من 20 منزلاً بدوياً لأهالى حى أبوالعراج، علاوة على توصيل جميع الخدمات من كهرباء ومياه وتشييد طرق ومواصلات.
وقال الشيخ عبدالمنعم رفاعى، أحد شيوخ قبيلة الرياشات، إنه فى أقل من شهرين تم تأهيل مدرسة أبورفاعى الابتدائية، والوحدة الصحية للحى، وزار محافظ شمال سيناء المنطقة بنفسه، بداية العام الحالى، قائلاً: «الطفرة التى تشهدها بعض قرى الشيخ زويد طفرة غير مسبوقة».
وأضاف أنه لأول مرة فى قرى الشيخ زويد تدخل خدمات الفايبر والإنترنت وخطوط الهاتف الأرضى، لتصل إلى قرى أبوعيطة والظهير والجورة وأبوالعراج والوحشى والهشة والتجمعات الجنوبية لمدينة الشيخ زويد.
وفى جنوب سيناء، أكد الشيخ إبراهيم سالم جبلى، شيخ مشايخ سيناء، أن عيد تحرير سيناء الآن مختلف عن قبل تولى الرئيس السيسى منصب رئيس الجمهورية، حيث كان يقتصر على الاحتفالات، التى يحضرها شخصيات بارزة وتنتهى، لكن منذ تولى الرئيس السيسى المسئولية، أصبح عيد تحرير سيناء يعنى افتتاح مشروعات جديدة لأهالى سيناء.
التحرير الحقيقي بدأ بالمشروعات القومية فى عهد الرئيس السيسي
وتابع: «هذا هو التحرير الحقيقى لسيناء، الذى لا يكون بالحرب فقط، وإنما بالعمل على استغلال مقومات سيناء وإقامة مشروعات تنموية لأبنائها وتوفير فرص عمل وجذب استثمارات على أرض الواقع، وهذا ما يحدث بالفعل، وحدث بإنشاء 21 تجمعاً تنموياً فى شمال وجنوب سيناء لجذب مليون مواطن إلى سيناء من الوادى والدلتا»، مؤكداً أن التنمية هى عامل النجاح الأول فى القضاء على الإرهاب فى سيناء، وكل المشروعات القومية المقامة فى سيناء حالياً شمالاً وجنوباً هدفها رفع مستوى المواطن السيناوى فى التعليم والمعيشة، والقضاء على الإرهاب.
وأثنى الشيخ حسين عبد، شيخ قبيلة القرارشة بمدينة أبورديس، على الفكر الذى أسسه الرئيس السيسى، وهو نشر التعليم بين أبناء سيناء، لأن التعليم أساس نجاح ورُقى المجتمعات، مشيراً إلى أن التعليم عامل أساسى فى القضاء على الفكر المتطرّف والإرهاب الذى يستغل عقول بعض الشباب.
وقال إن جنوب سيناء كان لها حظ كبير فى التعليم، حيث بلغ إجمالى عدد المدارس فى المحافظة 528 مدرسة، وجرى تطوير كل المدارس، آخرها مدرسة قرية رأس النقب التى أصبحت تابعة لمحافظة جنوب سيناء العام الماضى بقرار من رئيس الجمهورية، لأن انتشار المدارس من مرحلة التعليم الأساسى حتى الثانوى جعل العقل والفكر يتغير لأبناء سيناء، ويرون كمّ المشروعات القومية التى نفذها الرئيس فى سيناء ودور الدولة فى محاربة الإرهاب.
وأضاف أن الدولة أنشأت فى جنوب سيناء جامعة أهلية هى جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة لمساعدة الراغبين فى استكمال تعليمهم، وجذب أبناء المحافظات الأخرى إلى جنوب سيناء، ليشاهدوا حجم التنمية الحقيقى على أرض الواقع، موضحاً أنه جارٍ إنشاء جامعة السويس فرع أبورديس، والتى تضم 12 كلية لنشر التعليم الجامعى بين أبناء سيناء والقضاء على التسرّب من التعليم بعد المرحلة الثانوية، خاصة الفتيات اللاتى لا يرغبن فى استكمال تعليمهن خارج المحافظة بسبب العادات والتقاليد، وهناك كلية العلوم الأزهرية التابعة للأزهر الشريف، تقدم خدمات تعليمية لأبناء جنوب سيناء فى الطور، لحين إنشاء فرع جامعة الأزهر بجنوب سيناء.