نقيب قراء القرآن: الشيخ محمد رفعت كان يقرأ من قلبه.. وتفنن في تنويع المقامات (حوار)
الشيخ محمد حشاد
قال الشيخ محمد حشاد، شيخ عموم المقارئ ونقيب قراء القرآن الكريم، إن الشيخ محمد رفعت أسس مدرسة للتلاوة قائمة على التقوى ومراقبة الله فى القرآن الكريم، فكان يقرأ القرآن من قلبه، وصوته مميز وفريد من نوعه يصعب تقليده.
وأوضح فى حواره مع «الوطن» أن المثقفين والمشايخ أجمعوا على محبته، وأن الإذاعة المصرية نعته بأننا فقدنا عَلَماً من أعلام الإسلام.. وإلى نص الحوار:
حدثنا عن الشيخ محمد رفعت ودوره فى تأسيس مدرسة التلاوة المعاصرة؟
- الشيخ محمد رفعت لا يختلف عليه اثنان، فهو مؤسس مدرسة لتلاوة القرآن الكريم، تتسم بالتميز والتفرد، ورغم أن الشيخ رفعت صاحب عدد كبير من القراء العظام ومنهم الشيخ على محمود شيخ المشايخ فى وقته، إلا أن الله عز وجل كتب للشيخ رفعت بقاء ذكر اسمه مصاحباً للقرآن الكريم، فأسس مدرسة قرآنية قائمة على الأداء الفنى والموسيقى تلفت النظر وتشد السمع، وكان يطبق القاعدة الشهيرة أن القرآن إذا قرئ من القلب يصل إلى القلب، وكل من يعرف الشيخ رفعت يدرك أنه كان يقرأ القرآن من قلبه، ويقرأ القرآن لله عز وجل، فكتب الله له أن جعل من صوته علامة مميزة يتم سماعها فى العالم كله من عرب وعجم.
لماذا يصعب تقليد الشيخ محمد رفعت؟
- لأنه صوته مميز وفريد من نوعه، وإذا سألت قراء القرآن الكريم عن المشايخ الذين يصعب تقليدهم تجد هناك اسمين فقط: الشيخ محمد رفعت والشيخ أبوالعينين شعيشع، وبالعكس يسهل تقليد الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود على البنا والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وبالمناسبة بعد وفاة الشيخ رفعت كان هناك عدد من الأشرطة المسجلة بصوت الشيخ وحدث بها خلل، فلجأت الإذاعة للشيخ أبوالعينين شعيشع ليكملها بصوته، ولا يدرك أحد ذلك إلا المستمع الدقيق، فالشيخ رفعت أسس مدرسة للتلاوة قائمة على التقوى ومراقبة الله فى القرآن الكريم.
وما أهم المقامات الصوتية التى يعتمد عليها الشيخ رفعت؟
- مدرسة الشيخ محمد رفعت قائمة على الخشوع والتقرب إلى الله والوصول للقلب، بصوت وأداء مميزين، وتلك المدرسة جعلته ينتشر حول العالم، فمن يسمعه يشعر أنه عالِم بعلم النغم وعلم التفسير، فكان الشيخ الجليل يجعل القارئ يستحضر الخشوع من حُسن صوته وتقواه، وكان لديه موهبة فريدة فى التنقل بين المقامات الصوتية بسهولة ويسر ودون أن يشعر المواطن العادى غير الدارس لعلم المقامات، أو مَن لديه خبرة فى ذلك، وكان الشيخ رفعت يميل إلى مقام «السيكا»، حتى فى أذانه الشهير قام بتأديته بمقام «السيكا»، وهو مقام يُدخل الفرح والسرور على قلب المستمع، وكان صوته مميزاً بهذا المقام، وكان الشيخ محمد رفعت يستخدم «السيكا» فى الآيات المبشرة مثل قوله تعالى «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا».
وماذا عن باقى المقامات الصوتية؟
- كان يستخدم مقام «الصبا» فى آيات الوعيد والعذاب والعقاب وهو مقام يوصل المستمع لإدراك الآيات، بمعنى أن المستمع يحدث له تهديد، فكان يؤثر على العاصين والخارجين على القانون الإلهى، ويُشعرهم بسوء عملهم، وأن عليهم التوبة والاستغفار إلى الله تبارك وتعالى، فالشيخ محمد رفعت مدرسة ليس لها نظير فى الفترة الحالية.
جهود ملموسة في خدمة ورعاية أهل القرآن الكريم
وماذا عن جهود الدولة فى تكريم الشيخ محمد رفعت؟
- هناك جهود ملموسة فى خدمة ورعاية أهل القرآن الكريم وتواصل دائم بين نقابة قراء القرآن الكريم ووزارة الأوقاف وتمت الاستجابة لعدد كبير من مطالب النقابة، كذلك المسابقة العالمية للقرآن الكريم تمت إقامتها بأسماء القراء الكبار، وهم «الحصرى ورفعت وعبدالباسط ومصطفى إسماعيل» تخليداً لذكراهم.
إجماع على محبته
قال عنه الكاتب أنيس منصور إنه أجمل الأصوات وأروعها، ووصف الموسيقار محمد عبدالوهاب صوته بأنه «ملائكى يأتى من السماء لأول مرة»، وقال الكاتب محمود السعدنى إن الشيخ رفعت كان ممتلئاً تصديقاً وإيماناً بما يقرأ، وبعد وفاته نعته الإذاعة المصرية بأنه علم من أعلام الإسلام، ووصفه مفتى سوريا بأنه المقرئ الذى وهب صوته للإسلام، ووصفه القارئ الشيخ أبوالعينين شعيشع بـ«الصوت الباكى».