9 محظورات على نساء الصعيد أثناء فترة العزاء.. «تلبس الدهب في حالة واحدة»
عادات النساء بالعزاء بالصعيد
تختلف التقاليد والعادات في جميع أمور الحياة من محافظة لأخرى، حتى طريقة تلقي العزاء والحزن على الراحلين، حيث يوجد تقاليد أو ضوابط معينة للنساء وأخرى للرجال فيما يخص هذا الأمر، وتحديدا في محافظتي قنا وسوهاج.
ويوضح حسن عبد الرحمن، باحث علم اجتماع بجامعة سوهاج، أن عادات وتقاليد الصعيد تمنع النساء من عدة أشياء في العزاء، بعضها يستمر منعه لـ3 أيام، وأخرى لـ21 يوما وتصل لـ40 يوما، بينما يمتد بعضها لعام كامل، وتجاهل تلك الأمور أو الضوابط يجعل السيدات وأزواجهن عرضه للوم والعقاب أحيانا.
محرمات العزاء على نساء الصعيد
تسرد «الوطن» عدة أشياء يحرم على النساء فعلها بالعزاء في الصعيد، مثل:
- يحرم على نساء منزل المتوفى ارتداء الملابس الملونة، فقط اللون الأسود من غطاء الرأس لكامل الملابس، طوال 40 يوما، تصل إلى عام في بعض القرى، بينما ترتدي زوجة المتوفى الأسود طوال عمرها.
- لاترتدي النساء الذهب والزينة عندما يكون العزاء في نفس العائلة أو المنزل، ولكن يجب ارتداء كامل الحلي والذهب عند العزاء لعائلة أخرى أو بلد أخرى، بل أن البعض يستعير ذهبا للعزاء بعائلة أخرى، وكان قديما زوجة المتوفى ترتدي عقدا من الخرز الأسود يطلق عليه «الحزون» .
- يعد وضع مساحيق التجميل بالعزاء «نقيصة»، يسمح فقط بوضع الكحل بعد 3 أيام، بينما زوجة المتوفى لا تضع سوى الكحل طوال حياتها.
- يمنع الفتيات ممن لم يتزوجن من حضور العزاء أو الذهاب إليه، وإن كان العزاء بنفس المنزل، تودع المتوفى فقط ثم تغادر «المندرة» ولا ترتدي الآنسات «بنت البنوت» الأسود كاملا فترتدي ألوان غامقة مثل الكحلي والبني 3 أيام أو 21 يوما وفقا لدرجة القرب من المتوفى، وببعض القرى لا ترتدي الأسود مطلقا.
حضور الدفن ممنوع على النساء
- وضع الحناء من مظاهر الفرح بالصعيد، وبالتالي لا يتم استخدامها لمدة 40 يوما وتصل إلى عام، وإذا صادف وجودها بيد النساء أثناء العزاء يتم وضع مادة زرقاء تغطيها تعرف باسم «النيلة» او تخفي يديها، حتى لا يعتقد أنها سعيدة بالوفاة.
- يحظر على النساء حضور دفن الموتى بقرى الصعيد خاصة محافظة سوهاج، ويكون الوداع الأخير بالمنزل، بينما يذهب الرجال فقط للمقابر.
- يحظر على نساء منزل المتوفى رسم حواجبهن أو الذهاب لمراكز التجميل حتى 40 يوما.
لبن النكد يصيب الرضع بالألم
- لا تصطحب النساء أطفالهن بالعزاء، ويترك الرضع مع الأقارب حتى لا يصاب الطفل بالهلع «ميترجفش ويتخض».
- لا ترضع نساء منزل المتوفى أو زوجته، الأطفال أثناء الحزن أو البكاء، فيجب تهدئتها مسبقا، وذلك لأنه يطلق على لبن الحزن «لبن نكد»، ويعتقد أنه يضر الطفل.
عادات وتقاليد الصعيد في العزاء
وتوضح رئيفة محمد، سيدة ستينية من أهالي سوهاج، لـ«الوطن»، أن المحرمات على النساء في العزاء تتضمن عدة أمور، بينها عدم ارتداء الملابس السوداء إلا في حالات وفاة معينة، «بنت البنوت متلبسش أسود إلا على أبوها، والكحلة عيب بالعزاء، واللي تتحنى بالعزاء تبقى شمتانة بالموت، ولبس الطرحة الملونة عيب، حتى الوردة أو التوكة الملونة بالجزمة عيب، ومضع اللبان بالعزاء فضيحة، كل واحدة بتوضح قيمتها وقيمة العائلة بالعزاء، وده حزن والكل بيواسي بعضه لأنه كأس وداير».
وأضافت أنه قديما كانت تكسر زوجة المتوفى «غوايشها» عند وفاته، والبعض يقمن بقص شعورهن حزنا، ولكن العديد من السيدات تركن تلك العادات وأصبح السائد هو ارتداء الأسود طوال عمرها، «اللي تصرخ وتبكي مترضعش، لأن اللبن بيبقى اتغير وبقى لبن نكد، وبيمرض العيل وميكسبش منه»
كما أن ارتداء الذهب في العزاء يعد من المحظورات، «عيب ومنظرة وروقان بال، هما في إيه ولا إيه»، فلا ترتدي النساء الذهب بخلاف الذي كان بيديها أثناء الوفاة خاصة حينما يكون العزاء أو حالة الوفاة في نفس القرية، أما إذا كان في قرية أخرى «كل واحدة تلبس ذهبها وتستلف كمان، عشان دي قيمة العائلة وهي منقولة من بلد لبلد».
ذكريات العزاء بسوهاج
بينما تتذكر ولاء عمار، سيدة من مركز طهطا، أنه في طفولتها كان يمنع الأطفال والفتيات من دخول العزاء الذي كان يأتي إليه النساء من كل القرية، وأنها لم تذهب لعزاء والد صديقتها قبل زواجها، بينما أصبحت تذهب لتأدية واجب العزاء بعد الزواج فقط، موضحة أنه يسمح الآن بارتداء خمار كحلي أو بني في بعض الأماكن، ولكن في عزاء القرية تجد انتقادا واسعا لها فترتدي الأسود.