حكاية جريمة طفل دمياط.. المتهم دفن الضحية في الرمال 8 سنوات
سيارة شرطة
من قتل طفل دمياط؟ وكيف توصلت القوات للجاني بعد مرور 8 سنوات على الجريمة وماذا عن دوافع الجريمة؟.. أسئلة كثيرة أجابت عنها تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، وجاءت كالتالي:
هيكل عظمى
العاشرة من صباح يوم الخميس الماضي، تلقى مركز شرطة فارسكور بمحافظة دمياط، بلاغًا من مقاول، 52 سنة، أفاد بأنه أثناء عمله في تشطيب إحدى الشقق السكنية بعقار تحت الإنشاء فوجئ بظهور عظام وملابس اسفل كمية من الرمال داخل إحدى غرف الشقة.
بمجرد تلقي البلاغ، انتقل رئيس مباحث مركز فارسكور وبصحبة قوة من مباحث المركز، والأدلة الجنائية، والطب الشرعي، دقائق معدودة وامتلأ مسرح الجريمة برجال المباحث وحضر محقق النيابة.
وجاءت المعاينة كالتالي: مسرح الجريمة عبارة عن شقة سكنية تحت الإنشاء، مكونة من 3 غرف وصالة وحمام، وتقع في الطابق الثالث، بعقار مكون من 6 طوابق، والعقار تمّ إنشائه عام 2015، وحتى الآن يعمل مالكه على تشطيبه، لم يسكن بالعقار سوى طابقين، الأول والثاني، بدأ العمال في إزاحة الرمال عن الهيكل العظمي، وظهر هيكل عظمي تبين من المناظرة المبدئية أنَّه لطفل، يرتدي تي شيرت وبنطلون جنيز، ورجح الطبيب الشرعي أن الجريمة وقعت قبل عدة أعوام قد تصل إلى 8 سنوات، وأمر محقق النيابة بنقل الهيكل العظمي إلى المشرحة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة والوقوف على أسباب الوفاة.
«تي شيرت» يحدد هوية الضحية
عقب نقل رفات الضحية الى المشرحة، استعرض رئيس مباحث مركز فارسكور، خطة البحث لفريق البحث، للوقوف على ملابسات الواقعة، والذي بدأ في فحص بلاغات التغيب للأطفال منذ عام 2014 حتى الآن، واستهدف الفحص مركز شرطة فارسكور محل الواقعة، والأقسام والمراكز المجاورة، واستمر فحص البلاغات قرابة 72 ساعة متواصلة، حتى توصلت القوات إلى بلاغ، من عامل، يفيد باختفاء ابنه منذ 2015.
وتمّ اقتياد أسرة الضحية إلى المشرحة، وتعرفت والدة الطفل عليه، وأكدت ذلك في محضر رسمي، وأنه كان يرتدي نفس الملابس التي عثر عليه بها منذ لحظة اختفائه قبل 8 سنوات، وأقرّ الطب الشرعي أيضًا أن هناك شبهة جنائية، وأن الضحية تعرض لطعنات في الرقبة والصدر، عن طريق سلاح أبيض، وتمّ تسليم الرفات للأسرة لدفنه، واستكمل فريق البحث التحريات للوصول الى المشتبه فيه بارتكاب الجريمة.
3 شهود يصفون المشتبه فيه
عقب الانتهاء من إجراء تسليم رفات الطفل لأسرته، وأيضًا بعد أن أكّد تقرير الطب الشرعي المبدئي، أنَّ الضحية قتل ودفن في مكانه قبل 8 سنوات، بعد ان اكد مالك العقار، انه الرمال منذ 8 سنوات بالتزامن مع انشاء العقار، وأنه لم يقم بأي أعمال تشطيب سوي بداية الشهر الجاري.
بدأ فريق الفحص مناقشة المترددين على المنطقة والمقيمين فيها منذ 2015، من بينهم صاحب مطعم وماركت وحارس عقار، الذين أكّدوا في محضر الشرطة، أن هناك شاب يتردد على العقار، منذ إنشائه، وكان يصطحب معه أطفال وحتى الآن وله مشاهدات قبل شهرين، وأدلوا بأوصافه.
وتمكّنت القوات من تحديد هوية المتهم، وهو شاب عاطل مقيم في المنطقة، وتمّ استئذان النيابة العامة، وألقى القبض عليه، بمعرفة قوة من مباحث المركز، وتمّ اقتياده، إلى مركز الشرطة، واستجوابه، واعترف في محضر الشرطة، باستدراج الضحية قبل 8 سنوات بقطعة حلوى، وحاول الاعتداء عليه، فحاول الأخير الاستغاثة، أخرج المتهم سكينًا من طيات ملابسه، وسدد له عدة طعنات ودفنه في الرمال وفر هاربًا، وتمت إحالته للنيابة.
القتل العمد مع سبق الإصرار
مثّل الشاب المشتبه فيه بارتكاب الجريمة، أمام محقق النيابة، واعترف بتفاصيل ما جرى قبل 8 سنوات، وسرد تفاصيل استغاثة الطفل له قائلًا: «كان بيقول ليا هقول لأبويا، خفت وخلصت عليه»، وعقب الانتهاء من تسجيل اعترافات المتهم، اقتادته النيابة العامة وسط حراسة أمنية مشددة، وأجرى المتهم محاكاة تمثيلية، وسجلت النيابة اعترافاته بالصوت والصورة له لكيفية ارتكابه الجريمة، وعقب ذلك قررت النيابة حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتمّ عرض المتهم على قاضي المعارضات في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأصدرَت المحكمة قرارًا بتجديد حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة القضية، وما زالت التحقيقات مستمرة.