شاطئ العلمين المجاني قِبلة المصطافين للهروب من الحر: الشاطئ مفتوح للجميع.. ومن غير رسوم
مصطافن على شاطئ العلمين المجاني
يتمايلون فى المياه بينما تضرب الأمواج أجسادهم، تتحرك بهم يميناً ويساراً، تدنو بهم إلى الشاطئ ثم تقذفهم بعيداً عنه، تُظهر ما أسفل سطح البحر، فهى مياه فيروزية نقية، بينما آخرون يتبادلون الحديث والمزاح أثناء الاستحمام، وفى الجانب الآخر يتقاذف البعض الكرة أثناء لهوهم فى المياه، وعلى الشاطئ العشرات منهم جاءوا للترفيه مع أصدقائهم أو عائلاتهم، فيما جاء آخرون للحصول على الاستجمام.
يُقبل المئات يومياً على شاطئ العلمين المجانى، بسبب استقبال المدينة لفعاليات مهرجان العلمين الجديدة ومعرض ديارنا والعديد من الفعاليات الأخرى، ومع دقات ساعات الصباح الأولى يبدأ المواطنون فى المرور من بوابة شاطئ العلمين الجديدة، للاستحمام فى المياه والجلوس أمام البحر مجاناً دون دفع أى تكاليف، ويمكن الجلوس لساعات دون مضايقات، فلا باعة جائلون على الشاطئ ولا ازدحام. وصُمم شاطئ العلمين المجانى بطول 14 كيلومتراً على ساحل البحر من غرب قرية مارينا السياحية وحتى سيدى عبدالرحمن، ويعد الشاطئ من أرقى الأماكن والبلاجات فى الساحل الشمالى الغربى، وتم افتتاحه واستقبال الزوار العام الماضى، وشهد حينها إقبالاً كبيراً مع تداول الأنباء عن توافره مجاناً.
ومع افتتاحه لأول مرة فى أغسطس الماضى، أبدى اللواء خالد شعيب، محافظ مرسى مطروح، إعجابه بشواطئ مدينة العلمين الجديدة والشواطئ المجانية، قائلاً إنها من أجمل أماكن المحافظة، واصفاً الشاطئ بأنه واجهة للمدينة المليونية التى تعكس التنمية الحقيقية التى تقوم بها الدولة.
وتتميز مدينة العلمين الجديدة بجو معتدل رغم ارتفاع درجات الحرارة فى مناطق عديدة من مصر، بسبب مياه البحر الأبيض المتوسط، التى عملت على تلطيف الجو، فيسافر العديد مئات الكيلومترات هرباً من درجات الحرارة المرتفعة وأشعة الشمس، وينقسم الزوار إلى نوعين، منهم من سافر العلمين لتسلم عمل جديد، أو من سافر للترفيه والتنزه.
المياه صافية والرمال البيضاء تمتد بطول 14 كيلومتراً
ويشهد الشاطئ إقبالاً فى الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، بحسب حديث المصطافين لـ«الوطن»، مؤكدين أن مدينة العلمين الجديدة شهدت تطوراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة: «المدينة اتطورت بشكل كبير جداً عن السنين اللى فاتت، ولسه مع استكمال البناء هتبقى مدينة عالمية».
«عمر»: «نشعر بالراحة وننعم بالخصوصية»
عمر مراد، أحد المصطافين من محافظة الجيزة، يشعر بالراحة نظراً للخصوصية المتوافرة على الشاطئ وسهولة الدخول والتحرك: «بكون موجود دايماً الصبح ومش بتواجهنى أى مشكلات على الشط، والميه صافية وشكلها بس يخليك تيجى البحر كل يوم».
عدم وجود أى مقاعد على شاطئ العلمين المجانى لا يؤثر على الزوار، فلا يشعرون بالحاجة إليه، كما يعطى مساحة أكبر للحركة على الرمال البيضاء: «عدم وجود مقاعد خلى فيه راحة أكتر، وممكن تجيب معاك كرسى وشمسية بدون أى مشكلة، الحرية على الشاطئ خلت فيه إقبال أكتر عليه، ونفسى أجيب أسرتى عشان يشاركونى جمال الشاطئ والمدينة».
«عمرو»: «مدينة خيالية»
عمرو سعد سافر من بولاق الدكرور إلى العلمين رفقة المطعم الذى يعمل به فى القاهرة، بعد أن فتح فرعاً جديداً هناك، ويحرص يومياً على نزول الشاطئ، فالمياه مصدر جذب للعديد: «عرفت العلمين من تريندات السوشيال ميديا والتليفزيون، العلمين مدينة فوق الخيال، بننزل الشط 6 أو 7 الصبح، وكمان بنروح نتفسح على الممشى والمول، المدينة كلها أماكن وفسح».
قبل دخول الشاطئ يقف فرد أمن يدعى محمود عبدالسلام يرتدى الزى الرسمى للشركة التى يعمل بها، يمنع دخول السيارات للشاطئ، ويوجه المصطافين إلى المكان المناسب للاستحمام وتعليمات للوصول بسلام، ويعمل رفقة زميله، هو نهاراً، ثم ينتهى عمله مع ساعات الغروب. خلال شهور الصيف فقط، هى فترة عمله على الشاطئ، ويعود إلى القاهرة لاستكمال العمل فى مكان آخر كفرد أمن: «أول سنة ليّا فى العلمين ومنبهر بالتطوير والجمال اللى شُفته فى المدينة، أنا مبسوط إنى شغال هنا وحظى كان حلو فى الموسم ده علشان المهرجان». وخلف من يجلس على الشاطئ وأمام من يستحم فى المياه، أبراج العلمين الشاهقة، التى تعبر عن التطور الكبير فى أحدث المدن المصرية التى تنتمى إلى الجيل الرابع، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من 250 متراً، ما يجعل مظهرها أمام البحر مذهلاً فى أعين المصطافين.