عادل حمودة يكشف عن مهمة سرية للعقيد ثروت عكاشة في فرنسا بعد تأميم القناة
عادل حمودة
قال الإعلامي عادل حمودة، إن ثروت عكاشة، الذي شغل منصب وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء المصري سابقا، قام بترك مدينة برن السويسرية وذهب منها إلى باريس، وفيها تعلم الفرنسية ودرس طبائع الفرنسيين وترجم كتابا عنهم بعنوان «فرنسا والفرنسيون على لسان الرائد طومسون»، كاشفا عن مهمة سرية تم تكليف عكاشة بها من القيادة المصرية، أثناء وجود في فرنسا، وذلك عقب تأميم قناة السويس.
حمودة: المهمة زادت صعوبة بعد تأميم القناة في 26 يوليو 1956
وأضاف «حمودة» خلال تقديمه لبرنامجه «واجه الحقيقة»، والمذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن المهمة زادت صعوبة بعد تأميم القناة في 26 يوليو 1956، واستقبلت فرنسا قرار التأميم بثورة عارمة، وألهبت أجهزة الإعلام الفرنسية الأحاسيس الوطنية، وعلى صفحات الجرائد أصبح عبد الناصر العدو رقم واحد.
وأوضح أنه في الوقت نفسه بات لزاما على العقيد ثروت عكاشة أن يرصد تحركات القوات المسلحة وكان عليه أيضا تتبع النشاط الإسرائيلي في فرنسا، وفي 12 أكتوبر 1956 أرسل إلى القاهرة معلومات تؤكد وجود لقاءات سرية بين مسؤولين فرنسيين وإسرائيليين، حتى عرف ثروت عكاشة هذه المعلومات من صديق فرنسي يشغل منصبا حساسا وحرص على كتمان اسمه.
وأكد أنه في ساعة مبكرة من يوم من صباح السبت 27 أكتوبر عام 1956 اتصل به الرجل للقاء بعيدا عن العيون، عرف ثروت عكاشة منه أن خطة غزو مصر وضعت لتنفذ يوم 15 سبتمبر بالهجوم على الإسكندرية، لكن الخطة ألغيت بعد أن أحس واضعوها باحتمال تسرب بعض جوانبها إلى مصر فوضعت خطة جديدة أكثر سوءا، هو أن تهاجم إسرائيل وتستدرج الجيش المصري في سيناء.
عادل حمودة يكشف رسالة ثروت عكاشة إلى جمال عبد الناصر
وأشار إلى أنه في أعقاب ذلك التوجه من بريطانيا وفرنسا لينذر مصر، أتبعه تدمير المطارات والقواعد العسكرية، ثم جرى إنزال جوي في بورسعيد للاستيلاء على مقر قيادة قناة السويس، وعرف ثروت عكاشة من صديقه أن الخطة جرى التصديق عليها وستنفذ خلال أيام في موعد أقصاه الرابع من نوفمبر حتى تنتهي العملية في 6 نوفمبر قبل الانتخابات الرئاسية.
وتابع: «فكر ثروت عكاشة في أضمن وأسرع وسيلة لإرسال الخطة إلى عبد الناصر، لم يجد أفضل من إرسالها مع الملحق الصحفي في السفارة عبد الرحمن صادق، حرص ثروت عكاشة أن تكون رسالته إلى عبد الناصر شفهية تجنبا لاحتمال وقوعها في يد الأعداء، في صباح الأحد 28 أكتوبر سافر عبد الرحمن صادق من باريس إلى بروكسل ومنها إلى القاهرة، وصل القاهرة في فجر اليوم التالي واتصل بسكرتارية الرئيس، وقابله عبد الناصر في الثانية ظهرا وتلقى الرسالة».