المدينة التراثية بالعلمين.. تصوير - عدنان عماد
كانت تنتشر الألغام الناتجة عن الحرب العالمية الثانية في مدينة العلمين، فكانت صحراء لا يجرؤ أحد على السير هناك، سنوات طويلة مرت، لتقرر الحكومة المصرية مواجهة التحديات وتعمير العلمين، للتحول إلى وجهة سياحية عالمية، تحتوي على عشرات العالم والمناطق الترفيهية والسياحية، ومنها مدينة العلمين التراثية.
على مساحة 260 فدانا، تقع مدينة العلمين التراثية، بطريق طويل يربط المدينة ببعضها، وبمساحات خضراء شاسعة ومسطحات مائية منتشرة على يمين ويسار الطريق، وبعدد مباني وصل إلى 69 مبنى، أصبحت «التراثية» هي متنفس مدينة العلمين، وتعرف باسم «قلب العلمين».
وتستعرض «الوطن» وفقًا لجولتها بالعلمين الجديدة على هامش فعاليات مهرجان العلمين 2023، تفاصيل المدينة التراثية، وذلك بحسب حديث مع المهندس علي عبد الباسط، المشرف على مدينة العلمين التراثية، إذ تحدث عن المدينة التي تعد واحدة من أجمل المناطق في العلمين الجديدة، ولا زال لم ينتهِ العمل بها بعد، فما زالت هناك العديد من المباني تخضع لعملية التشطيب: «المدينة التراثية مش بس مشروع واحد، ده مشروع متكامل، خدمي وثقافي وتجاري وترفيهي وسكني، ومكون من 79 مبنى».
تحتوي المدينة على مناطق ثقافية كدار الأوبرا والتي تقع على مساحة 23 ألف متر وتسع لـ1200 فرد، ومكتبة كبيرة تضاهي مكتبة الإسكندرية، والمتحف والمسرح الروماني ومبنى أرض المعارض، والذي يحتوي على 5 قاعات للعرض في وقت واحد على مساحة 15 ألف متر مربع، وهناك أيضًا المباني الخدمية والتجارية كالمولات والمحلات والمطاعم والكافيهات، ومبنى تنمية المواهب من حرف يدوية وغيره.
وبالمدينة أيضًا مبانٍ سكنية عديدة يمكن حجز شقق بها والعيش فيها، ومناطق ترفيهية منها مجمع سينمات عبارة عن 3 مبانٍ بها 9 قاعات تسع لـ1090 فردا، وحدائق وأماكن مخصصة للأطفال، وكل منطقة في المدينة التراثية بها لاند سكيب ومساحات خضراء شاسعة وأماكن انتظار للسيارات، بحسب المهندس المشرف: «مدينة كاملة عشان تتجول فيها لازم طريق ممهد ومليان مسطحات خضراء وأماكن عشان تركن السيارات».
والمسلة الفرعونية، هي مسلة عليها نقوش وزخارف فرعونية كانت موجودة بمحافظة الأقصر، ثم جلبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى مطار القاهرة، ومن مطار القاهرة أصبحت ضمن أجزاء المدينة التراثية، وبالمدينة بحيرة صناعية بطول 2 كيلو متر وعرض 30 مترا: «البحيرة عليها ممشى و6 كباري مشاة، ومش للسباحة لكنها منظر جمالي بيتحط فيها ألوان وأشكال جمالية».
ومن أشهر معالم المدينة التراثية مسجد مالك الملك، والذي يقع على مساحة فدان وتم افتتاحه عام 2021، ويحتوي على 4 مسلات و30 قبة، والكنيسة التي تقع على مساحة 2200 متر، وبالمدينة التراثية شبكات مرافق، ومحطتان للتكييف ومحطات للمياه والكهرباء والغاز والاتصالات.
تكلفة بناء المدينة وصلت إلى 9 مليارات جنيه، وعانى العمال والمهندسون من مشكلات عديدة، وفقًا لحديث المهندس علي، لـ«الوطن»، يقول: «مشاكل كتير قابلتنا، منها إن العلمين كانت فيها ألغام وكانت التربة غير صالحة للتأسيس، وتغلبنا عليها بالطرق الهندسية، وقابلتنا مشاكل زي فيروس كورونا ومشاكل الحرب الأوكرانية والاستيراد، لكننا كملنا، عمال وصنايعية ومهندسين كلهم كانوا شغالين بقلب جامد، وكل اللي بيفكروا فيه إنهم بيعملوا حاجة للبلد، في ظروف وفي ضغوط بس الناس مش واقفة، إحنا بنبنا مش مهم لينا، المهم أولادنا».
تفتح المدينة بعد الانتهاء منها أذرعها للجميع مجانا دون أي رسوم أو تذاكر: «يقدر أي حد يدخل المدينة سواء ساكن فيها أو لا، ويستمتع بجمال المناظر والمباني المتطورة اللي على أعلى مستوى».
تعليقات الفيسبوك