دار الإفتاء: 25% من الفتاوى «عبادات ومستجدات ومعاملات مالية وتجارية وآداب وأخلاق»
محمود شلبي
توزَّعت باقى نسب الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء، خلال عام 2022 حول قضايا العبادات والمستجدات والمعاملات المالية والنوازل والآداب والأخلاق بنسبة تصل إلى 25%، أى ما يقارب نصف مليون فتوى خلال عام 2022، وتوزّعت القضايا بين 9% قضايا عبادات، و7% فتاوى حول المعاملات المالية، و3% شئون وعادات، فيما جاءت فتاوى المستجدات والنوازل بنسبة 3%، أما قضايا الآداب والأخلاق فجاءت بنسبة 2%. وشملت فتاوى الدار الاهتمام بقضايا الطفل والشباب، والفتاوى الخاصة بالقضايا التكنولوجية، خاصة الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف، ومواجهة بعض الظواهر السلبية الغريبة على المجتمع، مثل الابتزاز الإلكترونى، وإساءة استعمال التكنولوجيا الحديثة.
بدوره، قال د. أحمد وسام، أمين الفتوى بالدار، لـ«الوطن»، إن هناك الكثير من الموضوعات المختلفة التى تصدرت لها دار الإفتاء فى مسألة الفتوى تعلقت بالعبادات والمواسم الدينية والإجابة عن كل ما يعنُّ للسائل عنها، كما أنها أجابت عن بعض القضايا المتعلقة بالعبادات والمعاملات، بجانب القيم الأخلاقية التى يجب أن يتحلى بها المسلم، والأعمال الدرامية ودور الفن فى ترسيخ القيم الوطنية والتجربة المصرية فى التعايش وغيرها من الموضوعات الأخرى، وشارك علماء الدار فى الكثير من المناقشات حول أثر الفتوى وقدرها الجليل، وأهمية اللجوء إلى أهل الاختصاص عند السؤال عن الفتوى، وأهمية الفتاوى الإلكترونية فى ضبط الخطاب الإفتائى.
أوضح «وسام» أن إسهام دار الإفتاء المصرية فى مختلف القضايا والموضوعات الدينية والاجتماعية كثيرة، وعبّرت خلالها الدار عن جهودها الحثيثة فى مجالات تجديد الخطاب الدينى ومكافحة الأفكار الهدّامة والمتطرفة، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، إضافة إلى الإجابة عن تساؤلات المسلمين فى مختلف الأنحاء فى ما يتعلق بشئون دينهم، كما وقَّعت دار الإفتاء الكثير من بروتوكولات التعاون لتجديد الخطاب الدينى وبناء الوعى.
وأطلقت دار الإفتاء الكثير من الحملات الخاصة بالشباب، منها حملة «لا للإدمان»، وتضمَّنت فتاوى حول حكم المخدرات ووسائل الإدمان المختلفة، كما قدَّمت نصائح مفيدة لكيفية الخروج من هذه الدائرة المظلمة، وقد تفاعل معها ما يزيد على 9 ملايين شخص أونلاين، وذلك حسب إحصاءات «فيس بوك» الخاصة بالصفحة.
وقال الشيخ محمود شلبى، أمين الفتوى بالدار، لـ«الوطن»، إنه لا أحد يستطيع أن يتجاهل حاجة الشاب الناشئ إلى مرجع وافٍ يجيب عن سؤالاته التى تعرض له فى حياته اليومية، فضلاً عن أن يُشبع ظمأه للقراءة التى تجلب إليه التعرّف على الإسلام علماً وعملاً فى مختلف المجالات بصورة معتدلة، لا إفراط فيها ولا تفريط، مضيفاً: «سجلات دار الإفتاء زاخرة عبر عقودها بفتاوى تمس جوانب شتى لحياة الشباب وقضاياهم المختلفة، قصداً إلى تقديم بيان شافٍ وتعريف كافٍ لما تتشوَّف إلى معرفته النفوس، أو تريد فهمه العقول التى فى الرؤوس، مبتعدين عن الأمور التى ليس من شأنها الشيوع، وكذلك عن الأمور التى تعزف عنها رغبة الشباب وحاجاتهم، لا سيما فى هذه المرحلة من حياتهم».
وشمل الفضاء الإلكترونى جزءاً كبيراً من اهتمام دار الإفتاء، ووفقاً لتقرير رسمى، تعمل الدار على الاستفادة من جميع منصات التواصل الاجتماعى التى تشهد إقبالاً كبيراً، لما لها من تأثير على المتابعين من أعمار مختلفة، خاصة الشباب، لذا تحرص على أن تكون على تواصل مع مستخدمى المنصات ومواقع التواصل الاجتماعى وتقديم خدماتها الإفتائية والمجتمعية المتنوعة من خلالها، تيسيراً على الناس، وللوصول إلى قطاع كبير منهم فى سهولة ويسر، وذلك من خلال آليات عدَّة، منها المعلومات الإفتائية والشرعية الميسرة، وإطلاق حملات إلكترونية جديدة لبناء الوعى تشتبك بشكل سريع مع القضايا المعاصرة التى تبرز على الساحة، وتخصيص عدد من اللقاءات المرئية مع علماء الدار من خلال خدمة البثِّ المباشر على صفحة الدار الرسمية لزيادة الوعى الإفتائى، والإجابة عن تساؤلات الناس.