الذكرى الثالثة لوفاة طبيب الغلابة.. 5 مواقف مهمة في حياة محمد مشالي
الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة رحمه الله
يرحل الإنسان، وتبقى سيرته العطرة والخير الذي قدمه، وينطبق ذلك على كثيرين قدموا الخير، وحصدوا ثناء الناس عليهم بعد موتهم، حيث بقوا أحياء بسيرتهم الطيبة ومنهم طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي، الذي تحل اليوم الذكرى الثالثة لوفاته، بعدما نذر حياته لعلاج الفقراء منذ تخرجه في طب قصر العيني عام 1967.
5 مواقف ساهمت في تشكيل شخصية الدكتور محمد مشالي نرصدها فيما يلي:
بداية عمله في الطب
ولد مشالي عام 1944 بمركز إيتاي البارود في البحيرة، وتخرج في كلية الطب قصر العيني بالقاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في أمراض الباطنة والأطفال والحميات.
عمل مشالي في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف، حتى تقاعد وفتح عيادة خاصة في طنطا بجوار مسجد السيد البدوي، عام 1976 وظل لسنواتٍ طويلة يحدد قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد على 5 جنيهات، وزادت أخيرًا لتصل إلى 10 جنيهات، كما كان يرفض الحصول على قيمة الكشف من غير القادرين، وعيادتين بقريتين فقيرتين وكانت قيمة الكشف فيهما 5 جنيهات.
انتماؤه لأسرة متوسطة جعله يحنو على الفقراء
كان السبب في حنو مشالي على الفقراء هو انتماؤه لأسرة فقيرة، خاصة أنه كان مهدد بعدم الالتحاق بكلية الطب بسبب المصروفات لولا مجانية التعليم التي أقرها الراحل جمال عبدالناصر.
«مشالي»، قال في تصريحات تلفزيونية سابقة: «نشأت في بيئة متوسطة وحصلت على الثانوية العامة بتفوق ووالدي أخدني علشان يقدملي في كلية الطب في القاهرة ولقى أن المصاريف هتبقى غالية فقالي يا ابني المصاريف هتبقى غالية ويشاء ربنا في هذا اليوم مساء ويصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بمجانية التعليم ولو مكنش القرار ده مكنتش اتعلمت، وأبويا قالي اطلع بقى جري قدم، ولولا هذا القرار كنت زماني شغال في المواصلات أو الأتوبيسات ولما قولتله نفسي أبقى دكتور قالي هجيبلك منين أنتم 6 عيال هصرف عليكم منين».
وصية والده سبب تغيير حياته
وصية أوصاه بها والده على فراش الموت، كانت لها دور كبير في حياته: «والدي وهو على فراش الموت قالي بوصيك أوعى يا محمد يجيلك واحد غلبان وتاخد منه كشف، وعاصرت الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما أستحق وراضي عن نفسي وما قسمه الله لي».
موقف إنساني من أستاذه بالقصر العين
أساتذته بالقصر العيني كان لهم تأثير كبير على شخصيته وحكى في تصريحات تلفزيونية قائلًا: «أحد أساتذتي الكبار، الذين درسوا لي في طب قصر العيني، قال لنا إن من يسعى إلى المال، فليذهب للعمل بالبورصة والاستيراد والتصدير، لأن الطب مهنة إنسانية، تتسم بالضمير الحي، واليقظة وإعطاء كل مريض حقه حتى لو لم يكن قادرًا على الطب».
موقف مؤلم غير حياته
أصعب موقف في حياته والذي حوله لطبيب الغلابة حيث شاهد طفل يحرق نفسه أمامه بسبب عدم قدرة والدته على شراء العلاج له: «حصل موقف هزني وحطم حياتي أن طفل عنده 10 سنوات مصاب بمرض السكر وأمه فقيرة جداً وقالها هاتيلي حقنة الأنسولين بقالي يومين ما أخدتهاش وريقي ناشف هموت قالتله لو جبتلك الحقنة أخواتك مش هيتعشوا فطلع فوق السطوح وولع في نفسه وقالها وهو بيموت أنا أموت نفسي علشان أوفر لك حق الأنسولين تربي أخواتي بيه، وجريت عليه وخدته في حضني ولفيته في البطانية علشان أنقذ حياته وتوفي وهو في حضني».