إلى جانب الحزن الكبير الذي خلفته وفاة القمص سمعان إبراهيم، كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بجبل المقطم، في قلوب محبيه، فقد أعادت أيضًا الحديث عن قصة دير القديس سمعان الخراز وبناءه، وبالطبع قصة نقل جبل المقطم في عهد المعز لدين الله الفاطمي التي بدأت بتحدي من اليهود في القرن العاشر الميلادي.
قصة نقل جبل المقطم
بدأت قصة دير القديس سمعان الخراز في عهد المعز لدين الله الفاطمي، والذي اعتاد تنظيم سهرات أدبية يحضرها المسلمون والمسيحيون واليهود، وكلٌ يدلي بدلوه، وذات ليلة ونتيجة للتحدي المحتدم بين المسيحيين واليهود، وفي وجود البطريرك الأنبا إبرام بن زرعة، وقف الأنبا ساويرس بن المقفع، وهو رجل مستنير، ليسرد آية وردت بالكتاب المقدس على لسان إشعياء النبي، الذي قارن فيها بين الشعب اليهودي والحمار، وهي «الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم»، وهو ما أثار ضحك المعز لدين الله الفاطمي وحنق الوزير اليهودي يعقوب بن كليس، الذي اعترف بوجود هذه الآية في العهد القديم بـ الكتاب المقدس.
تحدي يهودي قبله الأنبا إبرام بإيمان
في هذه الليلة، واظب الوزير اليهودي ومساعديه على «فحص» آيات العهد الجديد من الكتاب المقدس بالكامل، حتى وصلوا إلى آية تقول: «فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ»، ليلتقطوها وكأنهم عثروا على كنز ثمين، ويسرعوا بها إلى المعز لدين الله الفاطمي يحثوه على أن يطلب من البطريرك المسيحي إثبات حقيقة هذه الآية وإلا فإيمانه باطلًا، وهو ما طلبه المُعز بالفعل ورحب به الأنبا إبرام بن زرعة قائلًا: «كلام الله لا يزول، فقط اعطني مهلة 3 أيام وسترى مجد الله»، بحسب توضيح القمص يسطس توفيق، كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم، خلال حديثه لـ«الوطن».
«الأنبا إبرام خرج من عند المعز وطالب المسيحيين بصوم وصلاة لمدة 3 أيام، وفي اليوم التالت وهو في المقر البابوي في كنيسة العدرا مريم نام وجاتله العدرا مريم في رؤية وقالتله تشجع يا أنبا إبرام، دموعك وصلواتك وأصوامك قُبلت أمام الله، اخرج من الباب الغربي وستجد رجلًا حاملًا جرة ماء وبعين واحدة، لقد اختاره الله لإتمام المعجزة»، وأن هذا الرجل حامل جرة الماء كان هو سمعان الخراز أو سمعان الدباغ.
تحريك جبل المقطم 100 متر
بالفعل ذهب الأنبا إبرام وإلى جواره سمعان الخراز ومعهم جموع المسيحين إلى الجبل وهم يصلون ويدعون الله، وبمجرد أن رسم القديس سمعان الخراز علامة الصليب على جبل المقطم ارتفع ما سبب ذهول لكل الحاضرين وعلى رأسهم اليهود والمعز لدين الله الفاطمي: «حصلت ضجة كبيرة في القاهرة وضواحيها بالكامل لأن الجبل اتحرك حوالي 100 متر، وده موجود في كتاب المقريزي في تاريخ مصر»، بحسب «يسطس»، الذي أضاف أنه بعد وفاة القديس سمعان الخراز تم دفن جثمانه في مغارة بجبل المقطم، والتي تحولت بعد ذلك إلى دير على يد القمص سمعان إبراهيم.
تعمير ديل القديس سمعان الخراز
«الدير فضل سنين طويلة مش متعمر، لحد ما ربنا أراد أن القمص سمعان إبراهيم يبدأ خدمته واستخدمه في تعميير الدير سنة 1974 قبل ما يترسم كاهن بـ4 سنين»، وأنه بنعمة الله ومساعدة شعب الكنيسة في منطقة جبل المقطم وجهود القمص سمعان إبراهيم تم تعميير الدير، بل وبناء عدة كنائس، أبرزها كنيسة القديس سمعان الخراز، والتي تعتبر أكبر كنيسة على مستوى العالم، وتتسع لـ20 ألف مُصلي.
تعليقات الفيسبوك