متحف كاريكاتير يفضح «الاحتلال»
مركز الفيوم للفنون
عشرات الصور الساخرة التى تعبّر عن القضية الفلسطينية، والتى يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام، تنتشر فى أرجاء متحف الكاريكاتير داخل مركز الفيوم للفنون بقرية تونس السياحية، هكذا أعلن المتحف تضامنه مع القضية الفلسطينية، بعرض صور كاريكاتيرية ساخرة، أبرزها للفنان الفلسطينى ناجى العلى، الذى اغتالته قوات الاحتلال قبل سنوات.
ويستقبل المتحف مئات الزوار من مختلف الجنسيات بصورة يومية، والذين يتفاعلون مع هذه الصور، إما بالتقاط صور بجوارها، أو رسم صور ساخرة جديدة تُجسّد القضية الفلسطينية، حتى أصبح كثير من الفنانين والرسامين يرسلون صوراً لعرضها حول القضية الفلسطينية.
تاريخ الكاريكاتير المصرى بداية من القرن الماضى، وصولاً إلى الرسومات المعاصرة، هو ما يعرضه المتحف، حسب إبراهيم عبلة، مدير متحف الفيوم للفنون، فى حديثه لـ«الوطن»، مُشيراً إلى أنّ القضية الفلسطينية موجودة بشدة فى أعمال الفنانين على مر العصور، خصوصاً أنّ الكاريكاتير أقدم من عمر الكيان الصهيونى، فإسرائيل موجودة من 48، وهم يمتلكون لوحات عمرها 120 سنة.
المجموعة النادرة جداً، والقيّمة والأصلية لرسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى، عرضها المتحف دعماً لفلسطين، حيث تم تهجيره بين الكثيرين، فاخترع شخصية «حنظلة»، وهو طفل عمره 9 سنوات غاضب من الدنيا والعالم ورافض أن يكبر، ويعطى ظهره للعالم، ولن يتغير إلا بعد رجوعه لأرضه، مُشيراً إلى أنه تم اغتياله على أيدى الموساد الإسرائيلى.
من بين الأعمال المعروضة فى المتحف لوحة ضخمة للفنان طوغان عن نكبة 48، التى تُعد تجسيداً لما يحدث فى غزة الآن رغم قِدم اللوحة، ودليلاً على المآسى التى مرّت بفلسطين على مر العصور، ولكن هذه المرة الموضوع مختلف فى قسوته، وفقاً لـ«عبلة»: «حتى الأجانب أصبحوا يرفضون ما يحدث فى فلسطين، وازدواجية المعايير لدى الدول الكبرى».
قبل عامين نظم المتحف مسابقة لتقليد أعمال الفنان ناجى العلى، لأنه رمز فى عالم رسامى الكاريكاتير، وكشف «عبلة» أنّهم أجّلوا الاحتفال بمهرجان «كاريكا تونس»، الذى كان مستهدفاً تنظيمه فى نهاية أكتوبر، بسبب ما يحدث فى فلسطين، فيصعب عليهم الاحتفال ومنح جوائز وأشقاؤنا على بُعد أمتار يُبادون بوحشية وهمجية.
انفعلت نهلة مصطفى، إحدى زائرات المعرض، بلوحات تعبر عما يحدث فى فلسطين بطريقة غير طبيعية، ووصفت إحداها بأنها تكاد تتحدّث وتشرح أكثر مما يمكن للإنسان شرحه، مُشيرة إلى أنّ قِدم تلك الرسومات الكاريكاتيرية يؤكد أن المجازر التى تحدث فى غزة ليست الأولى، بل إنها تحدث منذ أعوام وقبل أن نُولد، مما يستدعى وقفة من جميع الدول لإنهاء ما يفعله ذلك الكيان الصهيونى، وإنقاذ أشقائنا فى غزة.