في ذكرى وفاته.. ماذا قال كامل الشناوي عن العلاقة بين الناقد والفنان؟
كامل الشناوي
العلاقة بين الناقد والفنان، كثيرًا ما تكون شائكة وتحمل في طياتها بعض الشك والريبة والتوجس فيما يتعلق بالأعمال الفنية والأدبية، وذلك على حسب رؤية كل ناقد تجاه ما يراه من عمل على الشاشة أو ما يقرأه في رواية أو قصة قصيرة، وهي من الأمور الجدلية التي لم تكن وليدة العصر الحالي، ولكنها موجودة منذ أن عرفت مصر معنى كلمة فنون.
وكان للشاعر والكاتب كامل الشناوي الذي تمر ذكرى وفاته اليوم لرحيله يوم 30 نوفمبر عام 1965، رأي فيما يتعلق بشكل العلاقة بين النقاد والمفكرين والفنانين، مستندًا إلى واقعة حكاها في كتابه زعماء وفنانون وأدباء، عن الأديب إحسان عبدالقدوس والذي اشتد غضبه يومًا بسبب النقاد وتأكيده أنهم يتعقبونه بالهموم والتجريح وتوجيه اتهامات غير صحيحة له بأنه يتعمد الإثارة في مؤلفاته لجمع المراهقين حوله.
ذكرى وفاة كامل الشناوي
ووجّه كامل الشناوي نصيحته لـ إحسان عبدالقدوس، حسب ما جاء في كتابه بضرورة ألا يضيق المفكر بالنقد مهما يكن قاسيًا، مضيفًا: إن الشعور الذي ينتاب إحسان عبدالقدوس من النقد، هو شعور أكثر المفكرين والفنانين، فهناك عداء طبيعي بين الناقد وبين المفكر والفنان.
واستطرد بقوله: المفكرون والفنانون يرون أنهم لو لم يكونوا لما كان النقاد؛ فهم لا يخلقون الأثر الفني وحده، ولكن يخلقون الناقدً أيضا، وإلا فكيف يوجد الناقد إذا لم يجد ما ينقده؟ ولهذا يؤلمهم أن يتعالى النقاد عليهم؛ لأنهم خالقون، والنقاد مخلوقون.
كامل الشناوي يشرح العلاقة بين الناقد والفنان
وفيما يخص موقف النقاد، قال كامل الشناوي، إنهم يرون أنهم العلماء والمثقفون، وأن المفكرين والفنانين ليسوا إلا مواهب تحتاج إلى تبصير بالعلم والثقافة والتوجيه، وهى أشياء تفرغ لها النقاد، ولا يستطيع المفكرون والفنانون أن يجاروهم في العلم والثقافة، لأن هذه المجاراة لا تدع لهم وقت للخلق والإنتاج.
وعن رأيه الخاص في هذا الأمر، قال كامل الشناوي «لا أنكر أن النقاد كثيرًا ما يجنحون في نقدهم إلى القسوة والظلم والتجنِّي، ولكن هذا الجنوح يفيد العمل الفني الأصيل، وكم نسمع من فنان أن النقاد تآمروا عليه وهاجموه، وعندي التآمر بالكلمة أهون من التآمر بالصمت».