وزير خارجية أمريكا: سنناقش مع إسرائيل كيفية ضمان عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر.. وسأزور «تل أبيب والضفة» لمناقشة الحرب في «غزة»
سكرتير عام «الناتو»: أوكرانيا أصبحت أقرب للحلف من أي وقت مضى
أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي عقده اليوم عقب لقاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو»
أعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، الأربعاء، أن بلاده ستعمل مع الشركاء فى المنطقة خلال الأيام المقبلة لتمديد الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة، حتى يتسنى إطلاق سراح المزيد من الرهائن ودخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
سكرتير عام «الناتو»: سنساعدها على الانتقال من الحقبة السوفيتية إلى معاييرنا
وقال «بلينكن»، فى مؤتمر صحفى عقده عقب لقاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسى «الناتو»، إن الولايات المتحدة الأمريكية ستناقش مع إسرائيل كيفية تحقيق هدفها لضمان عدم تكرار هجمات 7 أكتوبر مرة أخرى، مع استدامة زيادة المساعدات الإنسانية وتقليل المعاناة والخسائر بين المدنيين الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه سيتوجّه خلال الأيام المقبلة إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث سيلتقى بالشركاء فى المنطقة لمناقشة الحرب فى قطاع غزة.
وشدد وزير الخارجية الأمريكى على أن بلاده ستستمر فى جهودها لمنع انتشار الصراع، وستركز على مغادرة المواطنين الأمريكيين وغيرهم من الأجانب غزة بشكل آمن، قائلاً: «سنواصل جهودنا للتوصل للأسس والخطوات النهائية التى يمكن للحلفاء فى المنطقة اتخاذها الآن لوضع أسس لسلام عادل ومستمر». وتابع: «الولايات المتحدة الأمريكية ستعود إلى المنطقة مرة أخرى، بعدما ساعدت فى المفاوضات للتوصل إلى اتفاق إلى جانب مصر وقطر لإطلاق سراح عشرات المحتجزين وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لضمان امتلاك أهلها ما يحتاجونه للعيش».
وعلى الصعيد الأوكرانى، أكد وزير الخارجية الأمريكى أن بلاده وحلف الناتو مستمران فى دعم «كييف»، وأن ضمان إفشال حرب روسيا على أوكرانيا لا يزال هدفاً استراتيجياً مثلما كان فى اليوم الأول من الحرب، مشيراً إلى أن أعضاء حلف الناتو أكدوا أنه لن يُسمح لأية دولة بإعادة رسم الحدود عن طريق القوة.
وأوضح «بلينكن» أنه يجرى تسريع الجهود لتمكين أوكرانيا من الوقوف على قدميها بقوة مرة أخرى عسكرياً واقتصادياً وديمقراطياً، لافتاً إلى أن طلب التمويل الذى قدمه الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الكونجرس لصالح أوكرانيا، يُعد دليلاً على التزام الإدارة بهذا الهدف، ومن المنتظر أن يوافق الكونجرس عليه خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار وزير الخارجية الأمريكى إلى أن معظم الطائرات دون طيار التى استُخدمت للهجوم على «كييف» خلال الأيام الماضية صُنعت وقُدمت من إيران، كما أن كوريا الشمالية تقدم شحنات سلاح إلى روسيا، متابعاً: «إن مَن راهنوا ضد الناتو ثبت أنهم مخطئون، والحلف اليوم أكبر وأقوى وأكثر اتحاداً وقدرة من أى وقت مضى، وعازم على تحقيق أهداف الاتفاق الدفاعى بحلول عام 2024، كما أن الدول الأعضاء تعمل لتعزيز الصناعات الدفاعية المشتركة وسيستمرون فى العمل لمواكبة تحديات وتهديدات القرن الحادى والعشرين».
من جانبه، دعا «ينس ستولتنبرغ»، السكرتير العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو»، إلى تمديد الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة، وقال فى مؤتمر صحفى عقب ختام اجتماع وزراء خارجية الحلف: «أرحب بالتوصل إلى الهدنة الإنسانية، كما أرحب بتمديدها، وآمل أن تكون الظروف مواتية لتمديدها أكثر».
وفى الشأن الأوكرانى، قال سكرتير عام حلف «الناتو»: «لقد عقدنا اجتماعاً مثمراً لمجلس الناتو مع وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا، فى المرة الأولى التى نجتمع فيها بهذا الشكل، حيث تعد المرة الأولى التى نعقد فيها اجتماعاً لوزراء الخارجية باعتباره اجتماعاً لمجلس الناتو وأوكرانيا، ولقد وافقنا على برنامج عمل طموح للعام المقبل، ويشمل أمن الطاقة والابتكار وقابلية التشغيل البينى، كما ناقشنا الوضع على الأرض».
وأضاف: «فى العام الماضى، انتصرت أوكرانيا فى معارك كييف وخاركيف وخيرسون، وهذا العام تواصل كييف إلحاق خسائر فادحة بروسيا، إذ استعادت أوكرانيا 50% من الأراضى التى استولت عليها روسيا فى الأصل، وفى البحر الأسود نجح الأوكرانيون فى صد الأسطول الروسى، وأنشأوا طرقاً لصادرات الحبوب ما عزّز الأمن الغذائى العالمى، والأهم من ذلك هو أن أوكرانيا انتصرت كدولة ذات سيادة ومستقلة وديمقراطية، وهذا إنجاز كبير وفوز كبير أيضاً، فمع تقدم أوكرانيا إلى الأمام، تراجعت روسيا إلى الخلف، وهى الآن أضعف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً».
وبحسب حديث «ستولتنبرغ»، فإنه من الناحية السياسية، تفقد روسيا نفوذها فى محيطها الخارجى القريب، ليس فقط فى أوكرانيا، بل فى القوقاز وآسيا الوسطى، كما أصبحت روسيا أكثر اعتماداً على الصين عاماً تلو الآخر، إذ ترهن موسكو مستقبلها بإرادة بكين، أما عسكرياً فقد خسرت جزءاً كبيراً من قواتها التقليدية، من مئات الطائرات وآلاف الدبابات، وأكثر من 300 ألف ضحية».
وتابع سكرتير عام الناتو: «على الصعيد الاقتصادى، تتعرض روسيا لضغوط، إذ إن عائدات النفط والغاز تنخفض، والأصول المصرفية الروسية تخضع للعقوبات، وقد أوقفت أكثر من 1000 شركة أجنبية عملياتها أو قلصت عملياتها فى البلاد، وغادر 1.3 مليون شخص روسيا العام الماضى، كل هذا يسلط الضوء على خطأ «بوتين» الاستراتيجى فى حربه مع أوكرانيا، وفى الوقت نفسه، لا ينبغى لنا أن نقلل من شأن روسيا. وأضاف: «إن الاقتصاد الروسى فى حالة حرب، حيث لم تتغير الأهداف الروسية فى أوكرانيا، حيث قامت روسيا بتجميع مخزون كبير من الصواريخ قبل فصل الشتاء، ونحن نرى محاولات حثيثة لضرب شبكة الكهرباء والبنية التحتية للطاقة فى أوكرانيا، فى محاولة لترك أوكرانيا فريسة للظلام والبرد».
ورحب سكرتير عام «الناتو» بمواصلة الحلفاء تعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا، قائلاً: «فى الأسبوع الماضى، اتفقت الدول العشرون الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى على تشكيل تحالف للدفاع الجوى عن أوكرانيا، وسيساعد هذا بالتأكيد على حماية القوات المسلحة والمدن الأوكرانية، وإنقاذ حياة الأوكرانيين، ونحن نعمل الآن على تحويل حزمة المساعدات الشاملة التى يقدمها حلف شمال الأطلسى إلى برنامج مساعدات متعدد السنوات، ومساعدة أوكرانيا على الانتقال من الحقبة السوفيتية إلى معايير الناتو، وجعل قواتهم قابلة للعمل بشكل كامل مع قواتنا».
وتابع ستولتنبرغ: «ناقشنا أيضاً طريق أوكرانيا نحو عضوية الناتو، حيث اتفق الحلفاء على أن أوكرانيا سوف تصبح عضواً فى حلف شمال الأطلسى، وقد قدمنا الآن توصيات بشأن الإصلاحات ذات الأولوية فى أوكرانيا، بما فى ذلك مكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون، ودعم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات، لقد أصبحت أوكرانيا أقرب إلى حلف شمال الأطلسى من أى وقت مضى، وسنواصل دعمها فى الطريق إلى الانضمام لعضوية الناتو، وسنواصل كذلك دعم نضال الأوكرانيين من أجل الحرية».