مجمع اللغة العربية يحتفي بعميد الأدب العربي: صاحب عقلية تنويرية
جانب من الندوة
عقد مجمع اللغة العربية ندوة بعنوان «طه حسين قيمة متجددة»، وترأس الندوة الدكتور محمد العبد عضو المجمع ومدير الندوة، والدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ رئيس المجمع، والدكتور سامي سليمان رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور محمود الربيعي، والدكتور أحمد زكريا الشلق عضو المجمع.
وقال الدكتور عبد الوهاب عبد الحافظ رئيس مجمع اللغة العربية في كلمته، إن طه حسين لم يكن بعيدا عن قضايا أمته، وكان ولا يزال وسيظل قيمة متجددة.
فيما قال الدكتور محمود الربيعي، عضو المجمع، إن طه حسين صاحب عزيمة حديدية، وعقلية نقدية لا ترضى عن الواقع، تقدم التساؤلات أكثر مما تقدم الوقائع وهو رجل تنوير، لافتا إلى أن طه حسين، كشف عن زيف غريب في حياتنا، لأن كل أشكال حياتنا غربية، ومع ذلك ننكر عليه أنه قال أننا جزء من الغرب، والتنويري هو الذي يقول أن اللغة العربية هي اللغة الأم التي ينبغي أن تُغرس في عقول الأطفال وفي عواطفهم وعلى ألسنتهم، قبل أن تُقدم لهم أية لغة أجنبية.
اللغة العربية تحارب باطناً من خلال التشدق باللغات الأجنبية
وأضاف الربيعي أن اللغة العربية تحارب باطنا من خلال التشدق باللغات الأجنبية، وهذا هو المعنى الذي حارب من أجله طه حسين، مؤكدا أن التنويري مسموح له الخطأ ومسموح له التناقض لأن منهجه يسمح له ولكنه يبقي تنويري.
من جانبه، قال الدكتور محمد العبد عضو المجمع، إن طه حسين ترك الكثير من المؤلفات القيمة، وكان مما كتبه الأيام ويعد من أهم ما كُتِب في أدب السيرة الذاتية، ومن أهم ما قام به طه حسين مساهمته في مجال الترجمة، وتُرجم من اللاتينية واليونانية والفرنسية.
وقال الدكتور سامي سليمان، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة: «إن طه حسين من أبرز أعلام النهضة العربية الحديثة، وكل ما ألفه طه حسين هو في طريق سعيه لمشروع النهضة، وذكر بأن الواقع لن يتغير إلا إذا غيرنا ما في وعينا، ومن هذه الزاوية جاء اهتمامه بالتعليم، فالتعليم هو محور أساسي وفي إطاره يأتي اهتمام طه حسين بالترجمة، ويعد عقديّ العشرينيات والثلاثينيات العقدين اللذين قدم فيهما الكثير من المؤلفات في مختلف مجالات الثقافة العربية، وأن مشروعه النهضوي قام علي مرتكزين أساسيين الأول الحرية، والثاني العقلانية.
علاقة طه حسين بالسياسة
بينما أشار الدكتور أحمد زكريا الشلق، في كلمته إلى علاقة طه حسين بالسياسة، موضحا أنه في العشرينات وتحديدا عام 1908 أصبح يتردد طه حسين على الجامعة الأهلية، وقابل مستشرقين ورأى مناهج جديدة، وكان يري أن هذه الجامعة خلقت عيدا في البلاد، ومن الأمور التي استدرجته لمجال الفكر والسياسة هما تياران أساسيان، أولها الحزب الوطني بقيادة مصطفي كامل، وثانيها حزب الأمة بقيادة أحمد لطفي السيد، وقد تلقى دروسه على يد كثير من كبار المستشرقين.