ما هي مقاييس العفاف في العلاقة بين الولد والبنت؟.. علي جمعة يوضح
فضيلة الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، إنَّ كل علاقة بحسب ما تُبنى عليه، حتى العلاقة بين الولد والبنت، وعلى الأفراد دوما أن تبحث عن أصل العلاقة، فإذا وجد العفاف يتهاوى ويتساقط فعليك العودة مرة أخرى للعفاف لأنه لن يرضى الله سبحانه وتعالى عنا إلا إذا كانت العلاقة بيني وبينه مبنية على التقوى، وبيني وبين نفسي مبنية على المبادرة، وبيني وبين الناس مبنية على حسن الخلق، وبين الولد والبنت مبنية على العفاف.
وقال «أول مقياس لذلك هو العلن والسر، وهل العلاقة بين الشاب والفتاة علنية أو سرية، فالعلنية في العلاقات من أوائل مظاهر العفاف».
كل علاقة لها مبنى وأساس
وأضاف «جمعة»، خلال حلقة اليوم من برنامج «نور الدين»، والمُذاع على شاشة القناة الأولي: «كل علاقة لها مبنى وحتى علاقة الولد بالبنت لها مبنى وهذا المبنى إذا ما سرنا عليه كما نسير على التقوى مع الله – عز وجل – والمبادرة مع النفس وحسن الخلق مع الخلق، فسيتحقق الصالح، وتكون بلا رغبة في الأذى أو شهوة خفية أو مصلحة».
العفاف أصل علاقة الولد والبنت
وتابع مفتي الديار المصرية السابق: «ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وكل الأوامر والنواهي كانت تسعى وتتغيا هذا المقصد بأن نجعل العلاقة بين الفتاة والولد يكتنفها العفاف، بمعنى ألا يعتريها فاحشة ويغلفها حسن الخلق وبلا غرض دنيء أو مصلحة مرجوة، فإن كان مبناها العفاف فسر على بركة الله، ولا تخف».
واستطرد: «كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين»، وخطاء صيغة مبالغة بمعنى كثرة الخطأ، وما سُمي الإنسان إلا لنسيه أي ينسى وما أول ناسٍ إلا أول الناس، «فعاهد آدم ربه فنسى»، آدم عاهد ربه ألا يأكل من الشجرة المحرمة لكنه نسي العهد وأكل منها.
وتابع جمعة أن «صلاة الفتاة في المسجد بمفردها مع الإمام لا تعتبر خلوة، وركوب الفتاة الأسانسير مع شخص لا تعتبر خلوة، طالما المكان عام ولا يطلب الاستئذان بالنظر فلا تعتبر خلوة».
حدود العلاقة خارج الزواج
طرح أحد الشباب سؤالًا يقول: «هل علاقة شاب بفتاة خارج نطاق الزواج تعتبر حرام؟» ليرد علي جمعة: «هل كل ولد بيكلم بنت ده حرام؟.. طيب ما المجتمع كله بيتكلم، ولكن كلمة علاقة في اللغة تعني أنه هناك لقاء وهناك سلام وتجاوزات أخرى وتلامس أو اتفق اثنان على الهرب للزواج مثلا، دون استعداد لخطوة الزواج».
وأضاف: «إذا كانت النية الصالحة موجودة والتعامل بين الولد والبنت في إطار الدراسة أو الزمالة والحديث عن بعض الأمور المشتركة أو المشاركة حول الحياة الشخصية والمشاكل الأسرية، وكل ذلك من الأمور كانت تحدث عبر التاريخ وحتى في عصر الصحابة ولكن الضابط لهذه العلاقة ومفتاحها كان العفاف، حتى لو كانت هناك مشاعر حب، فالإنسان مباح له حب كل الخلق، وحتى إذا كان الشاب ينتوي الزواج من البنت التي يتحدث معها كل ذلك لا بأس به لأن القضية تتمركز حول ما إذا كان هناك عفاف أو لا».
واستكمل: «إذا توفر العفاف فكل الأمورلا بأس بها، ولكن إذا اهتز العفاف على الشخص الانسحاب من العلاقة على الفور».
«الشات» بين الولد والبنت
وأجاب مفتى الديار السابق، على سؤال أحد حاضري الحلقة الثانية، وهو: «هل الشات بين ولد وبنت يعتبر خلوة أو حرام؟»، ليرد قائلا: إن الشات لا يعتبر خلوة مادام هناك علانية والأباء والأمهات يعلمون بما يحدث.