في عيد الأم.. لماذا وصف نجيب محفوظ والدته بأنها مخزونا للثقافة الشعبية؟
نجيب محفوظ
في 21 مارس من كل عام نحتفل بعيد الأم، والذي يعد مناسبة يعبر فيها الأبناء عن امتنانهم ومحبتهم لأمهاتهم، كنوع من التقدير للأمهات التي تستمر في العطاء إلى نهاية العمر.
وبطرق شتى يعبر الأبناء عن العرفان لهذا العطاء الذي لا يضاهيه عطاء بشري، وبهذه المناسبة تقدم «الوطن» جانبا من علاقة الكاتب الروائي الكبير نجيب محفوظ بوالدته.
زيارات والدة نجيب محفوظ لـ«الحسين ومار جرجس»
ويروي «محفوظ» في مذكراته بعنوان «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» بقلم رجاء النقاش، عن والدته فاطمة، قائلا: كانت أمي سيدة أمية لا تقرأ ولا تكتب، ومع ذلك كنت اعتبرها مخزونا للثقافة الشعبية، كانت تعشق سيدنا الحسين وتزوره باستمرار، وفي الفترة التي عشناهاـ في الجمالية، كانت تصحبني معها في زياراتها اليومية.
متابعا: «الغريب أن والدتي كانت أيضا دائمة التردد على المتحف المصري، وتحب قضاء أغلب الوقت في حجرة المومياوات، ولا أعرف السبب، ولا أجد تفسيرا لذلك، فحبها للحسين والآثار الإسلامية كان ينبغي أن يجعلها تنفر من تماثيل الفراعنة، ثم إنها بنفس الحماس تذهب لزيارة الآثار القبطية، خاصة دير مار جرجس، وتأخذ المسألة على أنها نوع من البركة، ومن كثرة ترددها على الدير نشأت صداقة بينها وبين الراهبات وكن يحببنها جدا».
وأشار: ذات مرة مرضت والدتي ولزمت البيت، وفوجئنا بوفد من الراهبات حضرن لزيارتها في البيت وفي ذلك اليوم حدث انقلاب في شارع رضوان شكري، فالناس لم يروا هذا المنظر من قبل.
واستكمل: كنت عندما أسألها عن حبها لـ «الحسين»، و«مارجرجس» في نفس الوقت تقول «كلهم بركة»، وتعتبرهم «سلسلة واحدة»، متابعا: وأحب أن أوضح أن حب والدتي لزيارة المتحف والآثار الفرعونية لم يكن من منطلق ديني أبدًا.