محمد نبيل يكتب: الشباك يحكم بين أحمد.. عز وفهمي
محمد نبيل
وسط سيطرة وهيمنة من فيلم «ولاد رزق» على شباك التذاكر فى أيام عيد الأضحى وما بعدها، وتراجع لافت لكل ما يقدم من حوله، سواء على المستوى الفنى أو الرقمى «الإيرادات»، وتحت ضغوط الجماهير المتعطشة لمشاهدة الجزء الثالث من سلسلة أنجح أفلام الفنان أحمد عز، اضطر عدد كبير من دور العرض لتشغيل كامل شاشاتها لعرض رحلة أبناء عين الصيرة.
ما حدث فى دور العرض ليس بالجديد، ولكنه لم يحدث منذ زمن، عدة عقود مضت، عندما كان الصراع على شاشات السينما يصل لذروته، وربما الضرب تحت الحزام أحياناً، مالك دار العرض يهمه اكتمال الصالة، وإذا لم يجد الفيلم المناسب لتحقيق هذا الغرض، سوف يستبدله بآخر، غير مبالٍ برغبات القلة التى تنشد الاختلاف أو تبدى رغبتها فى مشاهدة الجانب الآخر من الرواية.
الدعم غير المسبوق من هيئة الترفيه للفيلم، وحجم الإنتاج المادى الذى تم إنفاقه والترويج له دفع إلى اكتمال حجوزات «ولاد رزق» فى دور العرض يومياً حتى فجر اليوم التالى، ليس فى العاصمة المصرية فقط ولكن على امتداد القطر، وهو قطعاً أكبر تسويق للحراك الثقافى والاجتماعى، الذى يحدث فى المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض، ويذكرنا بالنهج الذى اتخذته دبى قبل سنوات.
نجاح الفيلم على هذا النحو سواء فى مصر أو السعودية، وعرضه فى عديد من البلدان حول العالم، وتحقيقه ملايين الجنيهات يؤكد أن عز ممثل له جمهور كبير، وتكريمه من مهرجان القاهرة السينمائى نهاية العام الجارى بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، هو اعتراف بما يقدمه للسينما التجارية من بداية الألفية.
فهمى وخطوة إلى الخلف
لم أكن أتوقع أن يقفز أحمد فهمى خطوة سريعة إلى الخلف هذا الموسم، من خلال فيلمه الجديد «عصابة الماكس»، بعد النجاح الكبير الذى حققه بفيلمه المميز «مستر إكس»، الذى توافرت له عوامل نجاح بالجملة، منها اختيار ضيوف الشرف، وتوظيف كل منهم فى مكانه، وقصته الساخرة التى تبدو أقرب إلى روح الفانتازيا، بجانب طزاجة الفكرة وطريقة تناولها أيضاً.
يضع أحمد فهمى التحدى دائماً نصب عينيه، ولكن يخونه التوفيق تارة فى الاختيار، وتارة فى طريقة تقديمه، برع فى خطف الأنظار مؤخراً خلال مسلسل «سفاح الجيزة»، وأثبت من قبله فى مشاركة لافتة مع المخرج أحمد علاء بفيلم «العارف» أنه ممثل متمكن، يسعى للتلون والسباحة عكس تيار الكوميديا السائد، ولكن النوايا الطيبة وحدها لا تصنع الفارق.
فيلمه الأحدث يفتقد روح المغامرة، برغم تعاونه مع مخرج يقدم شريطه السينمائى الطويل الأول، ولكنه يظل حبيس ملامحه الشكلية والجسمانية، إيماءات مكررة، وأداء متواضع، فى ظل اختيارات موفقة لشخصيات لبلبة وحاتم صلاح وحتى روبى رغم عدم جاهزيتها تماماً ولكن حضورها على الشاشة يضفى الكثير من البهجة، صحيح أنه فيلم عيد تتوافر فيه عناصر جذابة، ولكنه يظل منتجاً استهلاكياً لن يصمد مع مرور السنوات.
أتذكر تلك اللمعة فى عينيه وهو يتحدث عن شخصية جديدة ستحقق مفاجأة للجمهور قبيل طرح حلقات «سفاح الجيزة»، ربما ينقص أحمد فهمى فى هذه الفترة أن يغلب المؤلف داخله، ويأخذ قسطاً من التأمل، ليعود بعمل جديد، يتحقق فيه ويحقق مساحته الإبداعية، بعيداً عن المربع الآمن، ويخلص لموهبته الكبيرة ويمنحها مزيداً من التقدير