الشريك المؤسس لشركة الغواصة «تيتان» في أول حوار منذ الحادث: سبب الانفجار قد يبقى مجهولا إلى الأبد
جيليرمو سونلاين الشريك المؤسس لشركة «أوشن جيت»
شارك جيليرمو سونلاين، وهو رجل أعمال أمريكي من أصول أرجنتينية، في تأسيس شركة «أوشن جيت» المسؤولة عن الغواصة «تيتان» رفقة صديقه المدير التنفيذي للشركة ستوكتون راش، عام 2009، أي قبل أكثر من 15 عامًا، بهدف توسيع نطاق وصول البشرية إلى أعماق المحيطات وزيادة الاكتشافات والبحث عن الأمور الغامضة.
وقال «سونلاين» في حوار لـ«الوطن»، وهو أول حوار للشريك المؤسس للشركة منذ انفجار الغواصة في المحيط الأطلسي قبل عام، إن سبب الحادث يمكن أن يبقى مجهولًا إلى الأبد، ولا أحد يعرف السبب الحقيقي حتى الآن، فقبل «تيتان»، كانت هناك عشرات الرحلات للغوص في أعماق البحار، أو الوصول إلى حطام سفينة «تيتانيك»، ولم تتعرض للانفجار.. وإلى نص الحوار:
جيليرمو سونلاين أسس «أوشن جيت» رفقة صديقه الراحل ستوكتون راش
* كيف كانت بداية تأسيس شركة «أوشن جيت» ولماذا قمت بهذه الخطوة؟
في عام 2009، قررت أنا وستوكتون راش إنشاء «أوشن جيت» من أجل توسيع نطاق وصول البشرية إلى أعماق المحيطات، وحينها وإلى وقتنا الحالي أيضًا، هناك طريقتان فقط للغوص في أعماق المحيطات، الأولى أن تكون جزءًا من البرامج الحكومية لعلوم المحيطات في الصين أو اليابان أو فرنسا أو الولايات المتحدة، وهي فقط التي لديها برامج غوص عميق، والثانية أن يكون فردًا ثريًا يمكنه شراء وامتلاك وتشغيل الغواصة الخاصة به، وفي حين أن هناك عددًا قليلاً من غواصات الغوص العميق المملوكة للقطاع الخاص في العالم والمتاحة للاستئجار، إلا أنها تقع بشكل دائم بالقرب من موانيها الأصلية، لقد قمت أنا و«راش» بإنشاء «أوشن جيت» حتى يتمكن أي شخص، على سبيل المثال، باحث أو مخرج أفلام، أو جامعة، أو مؤسسة غير ربحية، وغيرهم، من استئجار رحلة إلى أي مكان في المحيطات دون إنفاق الملايين.
«راش» كان يعرف مخاطر غواصات «أوشن جيت»
* هل حذرت ستوكتون راش بشأن سلامة الغواصة تيتان؟
كان «راش» مديرًا للمخاطر وشخصًا واسع المعرفة وعمليا، لقد كان يعرف مخاطر غواصات «أوشن جيت» أفضل من أي شخص آخر، كما أنه وضع السلامة على رأس أولوياته، منذ اليوم الذي بدأنا فيه الشركة في عام 2009 حتى يوم غوصه الأخير في يونيو 2023.
* كيف تصرفت عندما علمت بالحادث؟
اكتشفت أن سفينة الدعم التي تكون عادة مرافقة للغواصة فقدت الاتصال بـ«تيتان» يوم الاثنين 19 يونيو، أي بعد 24 ساعة كاملة من الانفجار الداخلي، كنت في مؤتمر عمل في فيينا بالنمسا، وأتحدث في لجنة تتعلق باستكشاف الفضاء، في البداية كنت في حالة صدمة ثم إنكار لما حدث، ومع ذلك، عندما سمعت بعض الأخبار، أدركت بسرعة أن جميع أفراد الطاقم الخمسة قد لقوا حتفهم، لذلك لم أتفاجأ بالوقت الذي أصدر فيه خفر السواحل الأمريكي هذا الإعلان العام بعد ذلك.
سبب انفجار الغواصة تيتان
* ما سبب الانفجار من وجهة نظرك؟
لا أعلم، ولا أحد يعرف، وبصراحة، من الممكن تمامًا ألا يعرف أحد السبب على الإطلاق، ولا تزال التحقيقات في الحادث مستمرة، ولكن حتى عندما تنتهي فإنها قد لا تكشف الكثير عن الانفجار، ولذلك، فإن أي شخص يدلي برأيه في هذا الأمر يقدم في الأساس تكهنات مبنية على القليل من الحقائق أو لا يقدم شيئًا على الإطلاق.
أعماق المحيطات بيئة لا ترحم
* ماذا يحدث للأجسام الصلبة والأشخاص عندما يكونون في قاع المحيط؟
أعماق المحيطات بيئة معادية لا ترحم، عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان، من الواضح أننا لا نستطيع التنفس تحت الماء، كما تنخفض درجة الحرارة بسرعة كلما تعمقت أكثر، ومع ذلك، فإن الخطر الأكثر وضوحًا هو الضغط الشديد، لأنه يزيد بمقدار 1 ضغط جوي كل 10 أمتار من العمق، لذلك، على عمق تيتانيك الذي يصل إلى 3800 متر، يكون الضغط 380 ضعف ما هو عليه على السطح، وهذا يعادل وجود فيل كبير يقف على كل سنتيمتر مربع من جسمك.
ماذا يوجد في قاع المحيط؟
* صف لنا ما الذي يمكن رؤيته في قاع المحيط؟
هذا يعتمد على المكان الذي تذهب إليه، سطح الكوكب مغطى بنسبة 70% بالمياه، لقد رسمنا خرائط لأقل من 5% من قاع المحيط، ودرسنا أقل من 1% من عمود الماء الذي يمتد من سطح المحيط إلى قاع البحر، لذلك، إذا قمت بالغوص بغواصة في أي مكان في المحيط، فمن المؤكد تقريبًا أن ما تقابله ستكون أول إنسان يراه على الإطلاق، هذه حقًا حدود شاسعة جاهزة للاستكشاف البشري.
مشروع جديد لإرسال 1000 شخص إلى كوكب الزهرة
* حدثنا عن مشروعك لإرسال 1000 شخص إلى كوكب الزهرة ولماذا فكرت فيه؟
كنت أنا وستوكتون راش رواد فضاء محبطين منذ أن كنا أطفالًا، حلمنا بحياة البشرية على عدة كواكب، عندما كان عمري 11 عامًا، كان لدي حلم متكرر بأن أصبح قائد أول مستعمرة بشرية على المريخ، ومع ذلك، كان يزعجني دائمًا أن الجاذبية على القمر تبلغ 17% من جاذبية الأرض، وعلى المريخ 38% من جاذبية الأرض، لسوء الحظ، لا نعرف ما إذا كان الإنسان العاقل يمكنه التكاثر في مثل هذه الظروف، لذا فإن الوجود الدائم على سطح المريخ قد لا يكون حلًا قابلًا للتطبيق على المدى الطويل، سيكون من الأفضل بكثير أن نتمكن من الذهاب إلى مكان ما بنفس الجاذبية، وكوكب الزهرة في الأساس الوحيد في النظام الشمسي الذي يناسب هذا المطلب.
* هل تريد أن تخبرنا عن مشروع قادم تعمل عليه؟
في أكتوبر المقبل، وخلال المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية في ميلانو بإيطاليا، ستكشف مؤسسة «Humans2Venus» عن خريطة طريق كوكب الزهرة، وهذا جهد تعاوني مستمر لمجتمعنا العالمي لوضع خطة قابلة للتطبيق لإنشاء نظام للوجود البشري الدائم في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة خلال عقود قليلة.
* متى بدأ حبك للفضاء والاستكشاف؟
قلت لك إنه عندما كان عمري 13 عامًا، راودني حلم متكرر بأنني قائد أول مستعمرة بشرية على المريخ، لقد ألهمتني شخصية اسمها الكابتن كيرك من المسلسل التلفزيوني «Star Trek»، كما أحببت قراءة كتب الخيال العلمي، اعتقدت أنني سأكون رائد فضاء في ناسا يومًا ما.
اكتشافات جديدة
* قرأت أنك بحاجة إلى دفع البشرية إلى ما هو أبعد من حدودها الطبيعية على الأرض.. كيف؟
نظرًا لتجربتي مع أوشن جيت، فإن نقطة البداية للاستكشافات الأكثر وضوحًا هي أعماق المحيطات، ومع ذلك، فأنا أعمل مع بعض شركاء الأعمال الجدد لدفعنا أيضًا إلى طبقة الستراتوسفير، والصحاري، والقطبين، وقمم الجبال العالية.