مشروع تخرج لطلاب «الذكاء الاصطناعي» بكفر الشيخ للسيطرة على حرائق الغابات
طلاب المشروع
هل تساءلت يوماً عن كيفية حماية كوكبنا بشكل فعّال؟.. طلاب كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ قدموا الإجابة من خلال مشروع تخرجهم هذا العام، تحت عنوان «PANACEA»، ومعناه «الحل الناجح»، للسيطرة على حرائق الغابات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تفاصيل مشروع تخرج طلاب كلية الذكاء الاصطناعي
على مدار 8 أشهر كاملة عكفت أمل ياسر، وزميلها محمد واصف، الطالبان بالفرقة الأخيرة بكلية الذكاء الاصطناعي، على تنفيذ مشروع تخرج يجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والحب العميق للطبيعة لضمان مستقبل آمن ومستدام.
«الغابات هي رئة كوكبنا، وحمايتها من الحرائق المدمرة التي تُهدد حياتنا وحياة الأجيال القادمة أصبحت ضرورة باستخدام PANACEA، لأنّنا نؤمن بأنّ التكنولوجيا يُمكن أنّ تكون الحارس الأمين للطبيعة، ونستخدمها لإنقاذ الأرواح وحماية البيئة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ونستطيع من خلاله خلق بيئة آمنة ومستدامة». هكذا تحدثت أمل ياسر، إحدى طالبات المشروع عن فكرة المشروع، لـ«الوطن».
وتضيف «فكرنا أنّ يكون مشروع تخرجنا هذا العام عن السيطرة على حرائق الغابات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو عبارة عن سوفت وير باكدج يُطبق على الهارد وير ويكون عبارة عن درونز وروبوتات تعمل بنفسها بدون أى تدخل بشري».
3 أقسام لمشروع التخرج
ينقسم المشروع إلى ثلاثة أجزاء، وجميع الأجزاء مرتبطة ببعضها، ويكمل كل منها الآخر، وفقاً لما ذكره محمد واصف، أحد طلاب المشروع، وهي كالتالي:
- الجزء الأول مرحلة ما قبل الحريق «Pre-fire»، ويتم استخدام تقنيات التعلم الآلي لتوقع حدوث الحرائق قبل أنّ تبدأ، مما يمنح الوقت للتحضير واتخاذ الإجراءات الوقائية.
- الجزء الثاني مرحلة أثناء الحريق «During-fire»، حيث يتم الاستعانة بتكنولوجيا متقدمة تشمل التعلم العميق والرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي عن طريق نماذج مختلفة لتحقيق ما يلي:
1- التعرف الفوري علي نوع الحريق وأماكن تواجده عن طريق دوائر العرض وخطوط الطول.
2- التعامل مع الحريق وبذل المجهود لإخماده والسيطرة عليه.
3- تحديد أماكن تواجد البشر وتقديم معلومات شاملة عن «عدد الأفراد - هل يتواجدون داخل مركبات مثل السيارات أو الدراجات النارية أو القوارب في الغابات.. إلخ».
4- تحديد الكائنات الحية مع إجراء إحصائيات دقيقة لجميع الأنواع المعرضة للخطر بشكل عام والمعرضة للانقراض بشكل خاص.
- الجزء الثالث مرحلة ما بعد الحريق «Post-fire»، فبعد السيطرة علي الحريق وإخماده يُقدم المشروع معالجة بعض الآثار السلبية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، كالآتي:
1- تشخيص وتحديد درجات حروق الجلد للبشر للتعامل معها.
2- الكشف عن وجود التهاب رئوي ناتج عن الانبعاثات الضارة وتحديد المناطق المصابة في الرئة.
3- تحليل التربة لتصنيف خصوبة التربة لضمان استعادة الحياة في المناطق المتضررة.
وأوضح «واصف»، أنّه يوجد أيضاً نموذج لتحليل المشاعر والآراء على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لفهم ردود الفعل، لبرز نقاط القوة والضعف مما يُساعد على تحسين وتطوير المشروع باستمرار.
المشروع يُمثل بريق الأمل الذي يُمكن أنّ ينقذ حياة الإنسان والحيوان من خلال تقنيات البرمجيات والذكاء الاصطناعي، بحسب الدكتور محمود يسن شمس الدين، وكيل كلية الذكاء الاصطناعي لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف على المشروع: «سيتمكن العالم من الحفاظ على البيئة والتربة، وهذا سيكون له تأثير كبير على صحتنا وصحة الكائنات الحية، والتنبؤ بالحرائق والتصدي لها بسرعة سيمنع الكوارث البيئية والصحية التي تحدث نتيجة لاندلاع الحرائق، وسيمكّن من الحفاظ على الهواء النقي الذي نتنفسه والمياه النقية التي نشربها، وبالتالي يحمي صحتنا وصحة الحيوانات التي تعتمد على هذه البيئة، وبالحفاظ على التنوع البيولوجي والمحافظة على موارد الغذاء والمأوى للحيوانات، سيكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير على صحة الكائنات الحية، وبالتالي يؤدي إلى توازن بيني يعود بالفائدة، وعلى البشرية والكائنات الحية بشكل لا يُقدر بثمن، باختصار، هذا المشروع ليس مجرد جهد لحماية البيئة، بل هو جهد للحفاظ على صحتنا وصحة الكائنات الحية في كوكبنا».
رئيس جامعة كفر الشيخ يشيد بفكرة مشروع السيطرة على حرائق الغابات
ولاقى مشروع التخرُّج إشادات كبيرة من قيادات الجامعة، وعلى رأسها الدكتور عبدالرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، الذى عبّر عن سعادته بفكرة مشروع السيطرة على حرائق الغابات باستخدام الذكاء الاصطناعي، الذي نفذه طلاب كلية الذكاء الاصطناعي لهذا العام، مما يعود بالنفع على البشرية، مشيراً إلى أنّ كلية الذكاء الاصطناعي تعمل على تحقيق مكانة دولية متميزة في مجالها، لتواكب التطور السريع في هذا المجال، وتؤهل لوظائف المستقبل.