787 قطعة أثرية تزين معرض «قمة الهرم» في الصين.. ما قصتها؟
قطع أثرية
787 قطعة أثرية تمثل عصورا مختلفة في الحضارة المصرية القديمة، تم اختيارها بعناية من مقتنيات عدد من متاحف الآثار المصرية العريقة على حسب أهمية تاريخ القطعة ومميزاتها الفنية وكفاءة الفنان المصري التي تظهر في التمثال، حيث تبرز وتحكي قصة وعظمة الحضارة، ولكن المفاجأة هذه المرة أن تلك القطع ليست في وطنها مصر، بل تُعرض في «قمة الهرم» أشهر المعارض المصرية في مقاطعة شانغهاي الصينية.
أشهر معارض القطط
«معرض القطع الأثرية بشكله التقليدي يقام في مختلف أنحاء العالم ولكن ما يحدث في الصين حالياً خطوة وتجربة لم نرها منذ 40 عامًا»، بحسب الباحث في علم المصريات والمؤرخ الدكتور بسام الشماع، فالمختلف والمميز أنه يوجد معرض مصري قديم متخصص في القطط، وأن بوستر المعرض عبارة عن قطة بيضاء مصرية مكتوب على جسدها بالهيروغليفي؛ لأن المصري القديم كان يقدس نوعا من أنواع القطط وكان يطلق عليها «باستت.. القطة المقدسة في مصر القديمة»، لقربها من اسم «تل بسطة» والذي يعد أثرًا بالزقازيق- محافظة الشرقية، حيث نجد معبدا للقطط المقدسة بالشرقية، ولذلك دعت الصين جميع الزائرين ليروا حجم دورها في عرض الأسطورة المصرية لما لها من تأثير على الديانة والطقس، ما نال احترامًا وتقديسًا من المصري القديم وهذا يؤكد عراقة وأصالة مصر القديمة.
علاج نفسي وعضوي للقطط
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الأثري أن الصين دعت زوار المعرض لاصطحاب قططهم معهم بشكل لم يحدث من قبل، وذلك بالاتفاق مع شركات الطيران، فعندما يصل السائح إلى المعرض يجد أطباء بيطريين متخصصين لعلاج القطط من أي مرض عضوي أو نفسي.
تذكارات سياحية
وتابع الخبير الأثري في حديثه لـ«الوطن»: «يوجد ألف مستنسخ من العاديات وهي تذكارات سياحية للبيع -تماثيل صغيرة وبرديات وميداليات- للسائحين»، كما يمكن للزوار أن يستمتع برحلة في نهر شنغهاي بالصين يرتدون خلالها نظارات ثلاثية الأبعاد، ويشاهدوا الآثار المصرية، وفي المجمل هي رحلة سياحية افتراضية لم نرها من قبل ولن ينساها السائح، ولذلك يجب دراسة هذه التجربة والعمل على إقامة فكرة مشابهة، كما يمكننا أيضا التعاون مع الصين لتكرار هذه التجربة، ولكن في نهر النيل لنقدم للسائح تجربة فريدة من نوعها.
أكد عماد المهدي، عضو اتحاد الأثريين المصريين، أن التعاون الثقافي بين القاهرة وبكين يدعم القطاع السياحي بشكل كبير، كما أن المعارض الخارجية لها أهمية مؤثرة في دعم السياحة، لافتا إلى أن هناك إقبالا على المعارض المصرية في كل دول العالم، وأن الثقافة المصرية لها تأثير إيجابي على باقي الشعوب لأنها فريدة من نوعها، كما أنها خطوة ضرورية في الترويج للآثار المصرية.
جدير بالذكر أن هناك إقبالا جماهيريا غير مسبوق في الصين، حيث نفدت جميع تذاكر اليوم الأول، وتم بيع 250 ألف تذكرة حتى الآن، لمعرض قمة الهرم حضارة مصر القديمة، بما يؤكد قيمة ومكانة الآثار المصرية لدى شعوب العالم، وعلى الرغم من أنه ليس أول معرض في الصين، إلا أنه الأكبر منذ عام 2003، كما أنه سيسهم بشكل كبير في الترويج للمقصد السياحي المصري بحسب بيان سابق لوزارة السياحة والآثار.