صمود نساء غزة وأطفالها
صمود نساء غزة وأطفالها
«سنصير يوماً ما نريد»منذ وطئت أقدام الاحتلال الإسرائيلى أرض فلسطين لأول مرة عام 1948، لا تزال المرأة الفلسطينية تقدم نموذجاً مدهشاً فى الصمود والمقاومة.
تعيش مأساة فقدان الزوج، الابن، أو أحد أفراد الأسرة على يد المحتل الذى لا يتوانى عن تدمير المنازل وقصف المستشفيات.
رحلة المرأة الفلسطينية مع الكفاح والصمود مستمرة منذ سنوات طويلة، لكن أحداث طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر كانت قاسية ومختلفة.
انتقام المحتل هذه المرة كان أشد وحشية، إذ انهال بالقصف على البيوت والمستشفيات، رغم نداءات العالم لوقف الحرب.
ومع كل هذا الدمار، تظل المرأة الفلسطينية مثالاً للصبر والإصرار، حيث تقف مئات الشابات فى القطاع الطبى لخدمة الجرحى بلا كلل، وتظل الآلاف من الأمهات متمسكات بالأرض، متحملات فقدان الأحبة، لكنهن لا يزلن يأملن فى مستقبل أفضل وراية السلام مرفوعة على الرغم من حرمانهن منه.
فى الجانب الآخر من هذه المأساة، يعيش أطفال غزة معاناة تفوق قدراتهم؛ فقبل عام واحد فقط، كانوا مثل بقية أطفال العالم، يجلسون بجوار أسرهم، يخططون لمستقبلهم، ويحلمون بغدٍ مشرق.
لكن منذ بداية الحرب، تبدلت حياتهم كلياً؛ إذ فقد كثيرون منهم منازلهم أو عائلاتهم، وتحولت حياتهم إلى معركة يومية للبقاء.
السماء الرمادية باتت ترمز إلى الألم الذى يعيشونه، حيث عرف الأطفال معنى الجوع والحرمان، وتعلموا الصمود بطرق غير مألوفة لعمرهم.
هؤلاء الأطفال، الذين ودعوا براءة الطفولة مبكراً، يحلمون بالعودة إلى منازلهم واستعادة حياتهم البسيطة، لكنهم فى الوقت نفسه يقاومون بروح لا تعرف الانكسار، يغنون للشهداء ويحلمون بحياة أفضل فى أرض تحررت من القمع والظلم