أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى
لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء عندما دخلت عليها زوجة ابنها الشهيد تحمل ظرفا يحتوى على ألف جنيه وبكلمات ممزوجة بالدموع قالت لها فى هدوء: «كل سنة وانتى طيبة يا اما، دى الفلوس اللى حسام وعدك يديهالك فى عيد الأم، دى وصيته وكان عامل حسابه عليها قبل ما يموت». كلمات زوجة الابن الذى لقى مصرعه أسفل مدرعة الشرطة فى المنصورة، مزقت قلب الأم «إحسان» التى عاودها الحزن وكأن ابنها مات لتوه.
جلست «إحسان» على الأرض تبكى وتتذكر حوارا دار بينها وبين ابنها منذ أكثر من شهر عندما طلبت منه أن يساعدها فى جهاز أخته الصغرى، فرد عليها «عنيا ياما جهاز أختى من الإبرة للصاروخ عليَّا ما تحمليش هم حاجة وإن شاء الله على عيد الأم الجاى هكون جمعتلك ألف جنيه»، فرحت الأم وقتها وهى لا تعلم أنه فى 21 مارس 2013 ستأتيها الهدية التى وعدها بها ابنها لكن ابنها نفسه لن يكون موجودا.
- «ها يا حاجة عايزانى أجيبلك إيه السنه دى؟»
- «سلامتك يا بنى.. دخلتك عليَّا بالدنيا»
- «ما انا لازم أجيبلك حاجة يا ست الكل ولا تاخدى قرشين وتجيبى بيهم اللى نفسك فيه؟».
هذا الحوار كان يتكرر كل عام قبل موعد عيد الأم بأيام، لكنه لم يتكرر هذا العام ولن تسمع الأم هذه الكلمات مرة أخرى، إلا إذا استدعتها من ذاكرتها مثلما تفعل لتخفف عن نفسها وطأة الإحساس بألم الفراق.
كثير من الأشخاص يترددون على الأم، يريدون أن يقيموا لها حفلا فى ميدان المنصورة، «كتر خيرهم بس مفيش حاجة هتعوضنى عن دخلة ابنى علىَّ».
أخبار متعلقة:
ست الحبايب يا.. «أم الشهيد»
أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش
أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى
أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى
أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى»
أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها
أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة»
أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده»
أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم