أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة»
وحيدة كعادتها فى هذا اليوم، رغم ازدحام البيت بأبنائها، تتعمد عدم تشغيل التلفاز خشية سماع كلمة أو أغنية لإحياء عيد الأم، تلهب قلبها الحزين، وتزيد من أوجاعها.
صوته الحنون، وهو يهمس فى أذنيها: «كل سنة وإنتى طيبة يا أمى يا ست الحبايب»، لا يزال يتردد فى أذنيها، وموطئ شفتيه وهو يطبع قبله على رأسها، تحرص أن تتلمسه فى هذا اليوم.
«مينا كان حنوناً، أفتح الدولاب ألاقى العباية اللى جابها لى، أبص تحت رجلى ألاقى المَداس اللى طلبته منه، أدخل المطبخ أشوف السخان اللى فاجأنى أنا وأبوه بيه».. هدايا عيد الأم تملأ جنبات البيت، لكنها لا تعوض الفراغ الذى تركه «مينا دانيال» فى قلب أمه، فالابن الحنون حرص على تكريم أمه منذ نعومة أظافره، فكان يدخر من مصروفه اليومى، ليفاجئ والدته بهدية متواضعة فى عيد الأم: كبر الصغير وظلت عادته على حالها، لكنها لم تعد تقتصر على الأم، فهداياه كانت تذهب أيضاً لأمه الثانية «مارى»، التى كان حريصاً أن يناديها بـ«أمى» رغم أنها شقيقته الكبرى، حين اشتكى والد «مينا» من آلام فى قدميه، واضطرت والدته للإقامة فى الصعيد، أصبح الابن يتكبد مشقة ادخار الأموال لشراء الهدية، ومشقة ترك الكلية والسفر إلى الصعيد، للاحتفال مع الأسرة بعيد الأم، حيث يقضى يومين هناك، ثم يقرر العودة مرةً أخرى إلى القاهرة: «أقوله يا ابنى ما تقعد شوية معانا، يقولى معلش يا اما الدراسة والشغل مع إخواتى هاعمل إيه فيهم». «100 جنيه لأمه، و70 لوالده»، كانت هدية مينا الأخيرة فى عيد الأم، فالشهيد كان باراً أيضاًً بوالده، خاصة فى عيد الأم، لكن «مينا» حرص فى هديته الأخيرة أن تكون نقوداً.
أخبار متعلقة:
ست الحبايب يا.. «أم الشهيد»
أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش
أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى
أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى
أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى
أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى»
أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها
أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده»
أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم