أم خالد سعيد: «تليفونى ما بيبطلش رن فى اليوم ده»
على رائحة الورد، وبشقاوته المعتادة، دخل الغرفة مسرعاً، واستلقى على السرير بجانبها، محاولاً إيقاظها بطريقته الخاصة: «كل سنة وانتى طيبة يا أحلى أم فى الدنيا.. معلش بقى الهدية المرة دى ورد عشان الظروف».
ذكريات «خالد سعيد» فى عيد الأم، لا تزال والدته تعيش عليها، وتتذكرها لحظة بلحظة، فقد كان خلّاقاً حتى فى هداياه، فيستيقظ مبكراً ويوقظ أمه ليكون أول من يهنئها فى عيدها، ويتفق معها على ألا تقوم بأى أعباء منزلية فى هذا اليوم، ليست الورود وحدها هدية «خالد» فى عيد الأم، فهناك هدية أخرى يحرص أن يقوم بإعدادها بيديه، فـ«صينية البطاطس» التى تعلم طريقتها، باتت الأكلة المحببة على قلبه وقلب أسرته بأكملها، خلال الثلاث سنوات التى أوشكت أن تنقضى على رحيل الابن، تستيقظ والدة «خالد سعيد» وعيناها تبحثان عن ابنها المدلل، تتلمس متعلقاته الشخصية، ملابسه وأحذيته وأدوات الصيد، فقد كان «خالد» يهوى الصيد، وكثيراً ما كان البيت يأكل مما يصطاده.
قبل أن تنتهى جولة الأم تذهب إلى ألبوم الصور الذى تحفظه صورة صورة عن ظهر قلب، متسائلة عما سيخبرها وجه «خالد» هذه المرة، فهو مرة يضحك لها، ومرة أخرى يشكو حاله، وأحياناً ثالثة ترى وجهه باكياً، البرواز المعلق على الحائط، هدية «خالد» الأخيرة لأمه فى عيد الأم، وهو مصنوع من الجلد ومحفور عليه اسم الجلالة بشكل أنيق، فقد كان «خالد سعيد» يعرف أن أمه تحب تلك الأنواع من الهدايا، لذا اعتاد أن يشترى لها لوحات عليها آيات قرآنية وأحاديث نبوية.
أخبار متعلقة:
ست الحبايب يا.. «أم الشهيد»
أم «جيكا»: وعدنى بالحج.. وملحقش
أم محمد الشافعى: كلامه لسه بيرن فى ودانى
أم «شهيد المدرعة»: هتصدقونى؟.. هدية حسام وصلتنى
أم أول شهداء الثورة: بقضى عيد الأم فى قبر ابنى
أم الحسينى أبوضيف: «تحرم عليا الهدايا من بعدك يا ابنى»
أم أحد شهداء بورسعيد: ربنا ما يحرم أم من ابنها
أم مينا دانيال: «بيعيد عليا زى كل سنة»
أم شهيد «محاكمة بورسعيد»: النهاردة حسيت باليتم