الإعتداء على «قنديل» وتعذيب مدمنين وسرقة وتثبيت الجرائم تعددت الجرائم والمنطقة واحدة
طبيعته المنعزلة، أطرافه التى يسكنها هدوء مخيف، جغرافيا المكان الجبلية، تناثر بؤر إجرامية تحت سفحه، رباعية جعلت من جبل المقطم منتجع المشاهير مسرحاً لجرائم من نوع خاص، تنفذ بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية، وأحياناً أخرى بمعاونتها، تتنوع جرائم المكان الهادئ بين تأديب المعارضين، السرقة بالإكراه والقتل الغامض والدعارة وحفلات التعذيب الجماعى، والخطف. هكذا كانت تسير الأمور قبل الثورة فى ظل النظام المباركى، لكنها بعد الثورة والانفلات الأمنى الذى لازم أحداثها زادت معدلات الجريمة وضحاياها، ولم تعد تقتصر على الأطراف الساكنة ولكنها وصلت إلى مناطقها السكنية.
واقعة اختطاف الناشط السياسى عبدالحليم قنديل المنسق العام السابق لحركة «كفاية»، التى وقعت فى عام 2004، والتى نفذها رجال النظام المباركى فى صحراء المقطم، يرويها سعيد رمضان ذو السبعين عاماً، الذى يحمل تصريحاً من الإدارة العامة لمرور القاهرة وآخر من قسم الخليفة كحارس سيارات، قائلاً: «بمجرد وصولى إلى الجراج فى ساعات الصباح الأولى، كانت الناس متجمعة، وكانت المفاجأة هى وجود شخص معصوب العينين، مكمم الفم، وآثار الضرب تظهر على وجهه وجسده الذى لم يكن يستره شىء، أحضر الأهالى له ملابس ليستر نفسه».
وعن أحداث الاعتداء على النشطاء والصحفيين أمام مكتب الإرشاد يتساءل الرجل فى دهشة ظاهرة: «لماذا جاءوا إلى هنا، طبيعى أن تحدث اشتباكات بينهم»، يُحمل المسئولية للطرفين، لكنه يعود ليؤكد أن وجود مكتب الإرشاد بالمقطم «خلق مشاكل كتير».
يؤكد حارس السيارات أن منطقة المقطم كانت مشهورة فى الستينات بأنها مأوى للمطاريد، عدد سكانها لم يكن يتجاوز 3 آلاف شخص فى ذلك الوقت، لكنهم هجروها بعد تحولها إلى منطقة جاذبة للسكان، مشيراً إلى أن حوادث القتل تزداد فى الجبل خلف المناطق الشعبية سواء فى مساكن «التعاونيات» و«الزلزال»، وتكون أكثر بشاعة، كما يروى، موضحاً أنه فى يناير الماضى تم العثور على جثة طفل عمره «6 سنوات» داخل جوال ملقى فى منطقة جبلية بجوار مساكن صبحى حسين بمنطقة المقطم، وكانت الجثة مشوهة تماماً، وقام أهله بتحرير محضر بقسم شرطة المقطم، وحتى الآن لم يتم التعرف على الجانى.
«حوادث الخطف والسرقة دلوقتى أكتر من الأول بكتير» بهذه الكلمات قارن القابع بميدان النافورة 48 عاماً، بين الجرائم التى كانت ترتكب قبل الثورة وبين ما يحدث الآن، موضحاً أن الجرائم قبل الثورة كانت تتم فى المناطق المقطوعة فوق على الكورنيش وفى الجبل، بعيداً عن المناطق السكنية، بينما الآن أصبحت جرائم السرقة والخطف تقع حتى داخل ميدان النافورة، أشهر ميادين المقطم، يحكى الرجل ما حدث الأسبوع الماضى عندما تمكن بمساعدة ثلاثة من أهالى المنطقة من تخليص بنت حاول شابان خطفها أثناء ذهابها إلى المدرسة، جرى الاثنان على الكورنيش ولم يتمكنوا ساعتها من تسليمهما للشرطة، يصمت لبرهة يأخذ خلالها نفساً عميقاً من «الشيشة» التى يقبض بيمينه على «ليّها»، ليعود بعدها للكلام مرة أخرى، قائلاً: «قبل عملية الخطف بيوم واحد قام ثلاثة شباب بخطف سلسلة من رقبة سيدة، ولم يتمكن أحد من الإمساك بهم». شارع الكورنيش لم يكن أفضل حالاً من شوارع المقطم، من وجهة نظر «سيد»، فأحياناً «يتم خطف الفتيات، وتجرى محاولات لاغتصابهن، خاصة إذا كن يسرن بمفردهن».
وخلف أسوار إحدى الفيلات القابعة بحى المقطم، التى تم تحويلها إلى مركز صحى لعلاج الإدمان، وشهدت حفلات تعذيب جماعية تحت ستار علاج المرضى من الإدمان داخل المركز وهم عرايا وأيديهم مقيدة، وابتزاز أسرهم بالحصول منهم على 5 آلاف جنيه فى الشهر مقابل علاجهم، حتى أقبل أحد النزلاء على الانتحار شنقاً للتخلص من التعذيب المستمر على أيدى الأطباء والممرضين المشرفين على علاجه، نفى حارس السيارات علمه بالواقعة، معلقاً عليها بقوله: «المنطقة هنا هادية جداً»، وداخل الفيلات يحدث أكثر من ذلك، لكن لا يعلم عنها أحد شيئاً، لكنه يؤكد أن 95% من قاطنى هذه الفيلات والقصور «ناس محترمة».
اخبار متعلقة
«النافورة».. ميدان يسكنه المشاهير
صالون شهرى لـ«علاء الأسوانى وأحمد فؤاد نجم وثروت الخرباوى»
قلنا الخير على قدوم الواردين .. لقينا الأذى من مكتب الإرشاد
كورنيش المقطم.. هنا ملتقى العشاق وجسر التنهدات
من مصر الجديدة إلى المقطم.. الثورة تطارد خصومها
دير القس سمعان الخراز بمنشية ناصر . . عالم سحرى حدوده الارض والسماء
مساكن الزلزال.. الحياة على شمال المقطم
الهضبة الكبيرة.. معجزات وكرامات
فى ميكروباص من «السيدة عائشة» أو أتوبيس من «مدينة نصر».. إزاى تروح «المقطم»
المقطم.. الحتة المقطوعة