«عامل ومستأجر وصاحب مِلك».. ضحايا نقل مدابغ مصر القديمة إلى الروبيكى
مدابغ مصر القديمة
كلما اقتربت أزمة نقل أصحاب مدابغ سور مجرى العيون من الحل، ظهرت على السطح أزمات أخرى تشعبت منها، وربما كانت أكثر تعقيداً من الأزمة ذاتها، وفى هذا الصدد، وبعد إجراءات الهدم التى اتخذت مؤخراً، نجد أطرافاً ثلاثة، ربما لم تكن مشكلاتهم فى الحسبان، ما بين عامل له ورشته الصغيرة لشد الجلود، وبمجرد نقل المدابغ لن يكون له مكان هنا أو هناك، أو عامل فى أحد المدابغ التى ارتضى أصحابها بالتعويض المادى ليجد نفسه بدون عمل، وآخر مستأجر، أجّر منشأته منذ عقود طويلة مضت ربما قاربت على القرن، وعمل بمهنة دباغة الجلود ليجد نفسه حالياً أمام مالك ارتضى بالتعويض المادى ليصبح هو بلا مدبغة، وأخيراً اختلف وضعه عن غيره، فهم القلة من أصحاب المنشآت الذين يملكون عقود ملكية لأراضيهم، فى الوقت الذى يتملك فيه الغالبية العظمى أراضى المدابغ عن طريق وضع اليد، فى هذا الملف تجولت «الوطن» بين عامل ومستأجر وصاحب مِلك، فى مدابغ سور مجرى العيون، فى محاولة لإلقاء الضوء على هذه الأزمات الثلاث عن كثب.