دعم الغلابة يتسرب إلى السوق السوداء علناً.. ويصل محال الفول والطعمية «ديليفرى»
23 ألف مخبز بلدى وطباقى على مستوى الجمهورية تنتج فى المتوسط 70 مليار رغيف خبز بلدى مدعم سنويا، أى بمعدل 191 مليون رغيف يوميا، هذه المليارات السنوية والملايين اليومية من العيش المدعم كفيلة بتوفير الخبز لـ85 مليون مصرى دون أن يصطف مئات منهم فى طوابير بالساعات أمام منافذ التوزيع واختفاء الأزمات المتكررة للعيش. هكذا تتحدث الأرقام الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بينما الواقع يعرض حقائق أخرى موثقة بالفيديو والصور، إضافة إلى شهادات حيه تؤكد أن مصر عجزت عن توفير العيش المدعم لمواطنيها.
أطراف متعددة ومتشابكة تحول دون وصول العيش المدعم إلى المواطنين، هم قلة يطمعون فى تحقيق مكاسب مادية، على حساب قوت المصريين، ورغم إعلان جودة عبدالخالق، وزير التموين والتجارة، تطبيق قانون الحاكم العسكرى على مخالفات السلع التموينية نظرا للظروف التى تمر بها البلاد، فإن هؤلاء يعملون فى وضح النهار وفى معظم ميادين وأحياء مصر ويتعاملون مع تصريح الوزير على أنه مجرد «شو إعلامى».
أول تلك الأطراف هم بعض الذين يعملون فى منافذ توزيع الخبز التابعين لشركة «المصريين» التى تتولى بيع العيش فى القاهرة الكبرى، وفقا لاستراتيجية فصل الإنتاج عن التوزيع التى تنفذ فى 90% من المخابز البلدية التى يتجاوز عددها 16٫9 ألف منفذ، وإن كان التوزيع فى بعض المخابز قد عاد إليها مرة أخرى.
وبمجرد الوقوف 10 دقائق أمام أحد الأكشاك، يمكن اكتشاف الطريقة التى تدار بها عملية البيع؛ فرغم وجود مندوب تابع للشركة فى كل كشك ومشرف على عدد من الأفران، فإنهم جميعا يخضعون لسيطرة إدارة الفرن أو صاحب المخبز، مقابل 20 جنيها لكل مندوب و15 جنيها للمشرف من كل فرن يخضع لإشرافه، وذلك بحسب «ر. ع»، أحد العاملين فى مخبز بلدى بشارع بورسعيد، مضيفا أن المندوب لا يكتفى بذلك، إنما يفرض جنيها على كل 5 جنيهات يحصل بها المشترى على العيش؛ لأنه يأخذ كمية تزيد على الحد الأقصى، وهو جنيهان، وهو ما رصدته «الوطن» فى جولة ميدان الضاهر بمنطقة غمرة، وغالبا ما يحصل على هذه الكميات أصحاب المطاعم والمحال التى تنتشر فى المناطق الشعبية، وهم الفئة الثانية التى تحصل على الدعم دون وجه حق، رغم وجود قانون يمنع استخدام الخبز المدعم فى محال الفول والطعمية.
أما الفئة الثالثة التى تتاجر بالدعم، فهم «الباعة الجائلون» الذين يشترون العيش من المخابز بـ10 قروش بدلا من 5 قروش، ليحصلوا على الكميات التى يريدونها وقتما يشاءون، ويبيعونه بـ25 قرشا، وهؤلاء ينتشرون فى الأسواق والميادين العامة بالمناطق الشعبية مثل سوق العتبة وباب الشعرية وكذلك محال الألبان، ويكتمل مسلسل إهدار الدعم بتسريح أصحاب المخابز عددا من العمال بالعيش الجيد الذى يُفرز فى المخبز لبيع الرغيف بـ20 قرشا.
وأكدت دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن 90% من الأسر التى تعتمد على الخبز البلدى غير المدعم فى الريف، مقابل 75% فى الحضر يرجعون ذلك إلى صعوبة الحصول على الخبز البلدى المدعم، مما يكشف عن أن أزمات الخبز مفتعلة؛ لأنه فى حال التزام أصحاب المخابز بالبيع للمواطنين، دون التفرقة بينهم وعدم السماح لأصحاب المحال والباعة الجائلين ببيع الخبز المدعم على الأرصفة، ما كانت هناك طوابير للباحثين عن الخبز، التى أصبحت أحد معالم المخابز فى مصر.
أخبار متعلقة:
«الوطن» ترصد: سرقة مليارات الدعم فى "شوال دقيق"
تدوير الدقيق المدعم فى مصانع بير السلم
مغامرة مصورة لـ«الوطن».. اشترينا نصف طن دقيق مدعم من مافيا التهريب بـ1000 جنيه لم يعترض أحد
ألاعيب أصحاب المخابز لتسريب الدقيق من الباب الخلفى
أباطرة تجارة «العيش الناشف»
أصحاب المخابز: «لو بطلنا نبيع الدقيق.. نموت»