آباء يغيرون مسار أطفالهم من حكومي لخاص للغات: "مش هينفع أسيب أبني كده"
آباء يغيرون مسار أطفالهم من حكومي لخاص للغات: "مش هينفع أسيب أبني كده"
والي أمر يمنى ومهند
"التحويل من حكومة وخاص للغات".. توجه ملحوظ لبعض الأهالي في الفترة الأخيرة بحثًا عن مستوى تعليمي أفضلًا لأطفالهم الذين لم يجتازوا مرحلتهم الابتدائية دون النظر للفارق المادي أو طول المسافة لم يشغلهم سوى انضمام صغارهم لصفوف متحدثي اللغات الأجنبية.
دورات لغة مكثفة ودروس بمبالغ كبيرة و"كورسات" متخصصة للتصحيح اللغوي لمدة عام كامل حصل عليها الشقيقين يمنى ومهند استعدادًا لاختبار مدرسة اللغات، لم يوفقهم الحظ بالقبول في السنة الأولى، ولكن استطاعا تجاوز الامتحان في العام الثاني، بعد إصرار من والديهم، لتبدأ يمنى صفها الخامس بشكل مختلف وسط أطفال سبقوها في الدراسة لكن تفوقها الملحوظ جعلها تتجاوز الفارق.
"احنا داخلين على تعليم كله باللغات مش هينفع أسيب أبني كده"، يقولها الأب أحمد المسلمي بعد أن علمت بقرار إلغاء التعريف في المواد الأساسية في الثانوية وتحويلها للغتها الأصلية الإنجليزية: "الموضوع مكنش سهل بس قعدنا نجهز سنة ونصقل لغاتهم عشان ميحسوش بفرق".
ما يقرب من 30 ألف مصاريف الطفلين في العام الواحد بعد دفع 4 آلاف ونصف في المدرسة الخاصة فارق كبير لم يشغل الأب كثيرًا إيمانًا منه بأن بناء الأولاد أهم من البناء لهم: "أحسن ما أسيب له فلوس وهو غير صالح بلا ثقافة ولا تعليم".
يعيش في مدينة العاشر من رمضان ويعمل محامي كل ما يشغل باله تلقين أولاده تعليم سليم ينفعهم في مستقبلهم ويوفر لهم حياة كريم ومكانة داخل المجتمع: "ولادي حصلوا على الدرجات النهائية في الترم الأول"، مواد باللغة الإنجليزية والألمانية يستقبلها الصغار لأول مرة في تحدي لإثبات ذاتهم بمساعدة أولياء أمورهم: "لازم نواكب العصر اللي عايشين فيه وبنعلم الولاد قرآن عشان مينسوش اللغة العربية".
سعاد طفلة في الصف الرابع الابتدائي لديها رغبة ملحة في ترك مدرستها الحكومي والانضمام لصفوف اللغات لتواضع التدريس واحتياجها لتعلم أشياء أكثر غير متوافرة بالنسبة لها، طلبت من والدها التحويل فوافق على الفور وبدأ رحلة البحث عن مدرسة تستقبلها هي وشقيقها الأصغر أيضًا.
"نفسي أتعلم لغات كتير وأكون عالمة فضاء"، تقولها ابن العشر سنوات التي تحقق أعلى الدرجات منذ يومها الأول في المدرسة على أمل أن يكتب لها حياة دراسية جديدة بإمكانيات تناسب طموحها، تحلم والدتها برؤيتها في أفضل حال: "احنا ساكنين في الشرقية ومستعدين نوديها الإسماعيلية عشان تتعلم شكل سليم".