الحزب الحاكم في أرمينيا يقول إنه لن يسمي مرشحه لرئاسة الحكومة
الحزب الحاكم في أرمينيا يقول إنه لن يسمي مرشحه لرئاسة الحكومة
الحزب الحاكم في أرمينيا يقول انه لن يسمي مرشحه لرئاسة الحكومة
لم يسم الحزب الحاكم في أرمينيا، اليوم السبت، مرشحه الجديد لرئاسة الوزراء خلفا للمستقيل سيرج سركيسيان الذي دفعته تظاهرات حاشدة إلى التنحي.
وتشهد أرمينيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، منذ أسبوعين أزمة سياسية تجلت في تظاهرات احتجاجية اتهم منظموها "الحزب الجمهوري" الذي ينتمي اليه سركيسيان بالتمسك بالسلطة.
وقال إدوارد شرمازانوف نائب رئيس البرلمان والمتحدث باسم الحزب الحاكم إن "الحزب الجمهوري قرر عدم تسمية مرشحه"، في قرار قال المتحدث إنه جاء حرصا على مصالح الناس.
وسينتظر الحزب تسمية جميع المرشحين بحلول 30 إبريل ليقرر بعدها من سيؤيد.
ولم يتضح على الفور ما اذا كان الحزب الحاكم الذي يحظى بغالبية في مجلس النواب سيؤيد زعيم المعارضة نيكول باشينيان للمنصب او مرشحا آخر.
وكان شرمازانوف قال في وقت سابق انه شخصيا يشك في ان يكون باشينيان المرشح المناسب لهذا المنصب.
وكان الحزب الحاكم قال إنه سيعلن الاثنين قراره بشأن التصويت في 1 مايو لانتخاب رئيس جديد للوزراء.
ومن المتوقع ان يصدر حزب "ارمينيا المزدهرة" الذي يشغل 31 مقعدا في مجلس النواب الذي يتألف من 105 نواب السبت بيانا يعلن فيه ما اذا كان سيؤيد باشينيان لرئاسة الوزراء.
- لم يخرج من اللعبة -
وقال المحلل ستيبان سفريان ان اعلان الحزب الحاكم لا يبدو انه يعزز حظوظ باشينيان بتولي رئاسة الحكومة.
وقال لوكالة فرانس برس "لا يعني ذلك ان الجمهوريين تخلوا عن اوراقهم".
وتابع سفريان "اذا سمى (غاغيك) تساروكيان (زعيم حزب ارمينيا المزدهرة) مرشحه لا استبعد ان تصوت له الاقلية الحاكمة في الحزب الجمهوري".
ويخشى مراقبون ان تؤدي الازمة الى زعزعة استقرار الدولة الحليفة لروسيا والتي تخوض منذ عقود نزاعا مع اذربيجان.
ونجمت الازمة عن انتخاب البرلمان لسركيسيان رئيسا للحكومة الاسبوع الماضي بعد ان شغل سدة الرئاسة لعشر سنوات. واستقال سركيسيان الاثنين بعد 11 يوما من التظاهرات الاحتجاجية ضده.
والخميس وجه باشينيان تحذيرا للسلطات التي حدد لها مهلة لانتخابه رئيسا للوزراء في جلسة للنواب في الأول من مايو.
لكن الحزب الحاكم يحتفظ بغالبية المقاعد في البرلمان فيما باشينيان لا يحظى بتأييد كاف من النواب لانتخابه.
ودعت موسكو الى ايجاد تسوية، وأعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة بالوكالة كارن كارابيتيان على اهمية التصويت الذي سيجرى في الاول من مايو.
والجمعة رفض كارابيتيان عرضا لإجراء محادثات مع باشينيان متهما اياه بفرض اجندته الخاصة وتعميق الازمة في البلد الفقير الذي يضم 2,9 ملايين نسمة.
ويقول مراقبون ان محادثات شاقة تجري بعيدا من الاعلام وانه لا يمكن التكهن بما ستؤول اليه الاوضاع.
وقال المحلل السياسي هاكوب بدليان أن "المؤشرات المتناقضة من مختلف الاطراف تعكس غموض الاوضاع في البلاد".
- "مساواة في الحقوق" -
وتعهّد باشينيان امام تجمع لانصاره في مسقط رأسه في إيدجيفان الصغيرة في شمال شرق البلاد بالمساواة بين الجميع في الحقوق والفرص، معتبرا ان البلاد فتحت صفحة جديدة بعد استقالة سيرج سركيسيان من رئاسة الوزراء.
وقال باشينيان إن "كل المواطنين سيكونون متساوين في الحقوق والفرص"، مضيفا "من الى فصاعدا لن يتم تقييم الاشخاص بحسب معارفهم واصدقائهم واقاربهم".
وأعلن باشينيان انه على استعداد للقاء اعضاء في الحزب الحاكم لمناقشة "انتقال السلطة بشكل سلمي".
واستُقبل باشينيان (42 عاما) في اليومين الماضيين استقبال الابطال في مدن وقرى خارج العاصمة يريفان خلال جولة في مواكب سيارة لمناصريه في البلاد التي تقع في جنوب القوقاز.
وفي مدينة ديليجان الصغيرة (شمال شرق) التي تعد 16 الف نسمة، كان مئات الأشخاص في استقبال المعارض الذي كان يرتدي لباسه المعهود، وقد رفع العديدون منهم أعلام أرمينيا البرتقالية والزرقاء والحمراء.
وصرح ارمين اوفسيبايان الموسيقي البالغ من العمر 43 عاما لفرانس برس "نريد التغيير في ارمينيا وان ينتخب باشينيان رئيسا للوزراء فورا. اذا رفض الجمهوريون التخلي عن السلطة فسنرغمهم سلميا على ذلك".
والجمعة شارك الآلاف في تظاهرة قادها باشينيان في غيومري ثاني أكبر مدن البلاد، والتي تضم قاعدة عسكرية روسية.
وبعد استراحة قصيرة في اعقاب اسبوعين من التظاهرات شبه المتواصلة من المتوقع ان تشهد يريفان الاحد تظاهرات جديدة.
وينظم مناصرو المعارضة تظاهرة ضخمة يوم التصويت لانتخاب رئيس للوزراء.
وحذرت الشرطة من "خطر محتمل" لحصول استفزازات من قبل جماعات متطرفة في 1 ايار/مايو، داعية المتظاهرين الى اليقظة.
ولا تقبل المعارضة الا بمرشحها رئيسا للوزراء ليشرف على انتخابات نيابية حرة ونزيهة وتطهير النظام السياسي من الفساد وتأثير الاقلية الحاكمة.